تركت الفنانة كريمة مختار، بصمة في السينما المصرية وفي ذاكرة الجماهير العربية، واستطاعت تقديم دور الأم على الشاشة ببراعة شديدة، ولا يمكن لأي فنان أن يقوم بدور الأم إلا إذا كان يتمتع بصفات محددة ولكن هناك مجموعة من الفنانات.
ولا يمكن أن ننسى الفنانة القديرة كريمة التي فقدناها هذا العام والتي قدمت أروع أدوار الأم المصرية في العديد من الأعمال مثل "الحفيد" والتي قدمت نموذجًا بسيطًا للأم المصرية وفيلم "يارب ولد" و "أميرة حبي أنا" وغيرها من الأفلام وتم إطلاق عليها لقب "ماما نونة" حيث كان كان لهذه الشخصية في مسلسل "يتربى في عزو" أكثر من رائع وممتاز.
ودخلت كل البيوت المصرية والعربية نتيجة حنانها الزائد وتدليلها المُبالغ فيه لابنها حمادة (يحيى الفخراني) الذي يبلغ من العمر ستين عامًا. الشخصية التي تذكر الجميع بالأم المصرية الطيبة البسيطة التي تحب أبناؤها بجنون ولا تستطيع الاستغناء عنهم أو ترفض لهم طلب.
وأدّت تحية كاريوكا، على الرغم من قلة أدوارها، دور أم لكن لا يمكن لأحد أن ينسى دور الأم الذي قدمته تحية كاريوكا في فيلم "خلي بالك من زوزو" وكذلك في فيلم " أم العروسة " وكذلك فيلم " الصبر في الملاحات " في دور حسنية وغيرها من الأدوار التي تشعر من خلالها بحنان الأم المصرية .
وبرعت فردوس محمد، في تأدية دور الأم الحنونة الطيبة وعاشت فردوس محمد يتيمة الأبوين فتولت أسرة تربطها صلة قرابة بوالدتها تربيتها وإعدادها للمستقبل فألحقتها بمدرسة إنجليزية في حي الحلمية، فتعلّمت القراءة والكتابة والتدبير المنزلي وتفوقت ثم تزوجت وهي صغيرة السن وطلقت أيضًا وهي صغيرة السن بدأت موهبتها التمثيل تبدو عليها وانضمت إلى فرقة عبد العزيز خليل وعملت خلالها في الأوبريتات ومن المسرحيات التي عملت بها "إحسان بك"، وتزوجت للمرة الثانية من الممثل محمد إدريس، ودامت حياتها الزوجية خمسة عشر عامًا انتهت بوفاة الزوج ولم تعرف الأمومة رغم إنها صارت من أهم الأمهات في السينما المصرية ماتت إثر إصابتها بالسرطان، ورغم أن السينما وضعتها دائمًا في دور الأم فإن أغلب الأدوار كانت قوية الشخصية لا تعرف الخضوع أو الضعف.
وعلى الرغم من أن أمينة رزق لم تتزوج ولم تنجب اشتهرت بدور الأم الذي برعت في تجسيده وهي لا تزال شابة حتى أطلق عليها النقاد لقب "أم الفنانين". واتجهت الفنانة الراحلة إلى السينما المصرية التي تميزت من خلالها في أدوار الأم والزوجة العاقلة والمضحية من أجل أبنائها، حتى بلغ رصيدها الفني حوالي 200 مسرحية من أبرزها "السنيورة" و"أنها حقًا لعائلة محترمة" و"يا طالع الشجرة".
كما شاركت في بطولة أكثر من 150 عملًا سينمائيًا، منها "بائعة الخبز" و"أريد حلًا" و"بداية ونهاية" و"التلميذة" و"قبلة في الصحراء" و"دعاء الكروان" الذي اختير من بين أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية، و"ناصر 56" و"استاكوزا" و"الكيت كات" و"صراع الأحفاد" و"المولد" و"التوت والنبوت" و"الإنس والجن" و"العار" و"العاشقة". بالإضافة إلى حوالي 96 مسلسلًا تلفزيونيًا، أهمها "السيرة الهلالية" و"الإمام البخاري" و"هاربات من الماضي" و"محمد رسول الله" و"وقال البحر" و"ليلة القبض على فاطمة" و"بوابة المتولي" و"البشاير" و"ثمن الخوف" و"أوبرا عايدة" و"للعدالة وجوه كثيرة" و"هارون الرشيد".
وحصلت الفنانة المصرية الراحلة "أمينة رزق" على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما تم تعيينها عضوًا في مجلس الشورى المصري 1991م. وفي 24 أغسطس/آب 2003م توفيت "أمينة رزق" إثر إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية عقب صراع استمر شهرين مع المرض.
وفقدان مديحة يسري لابنها جعلها أكثر إحساسًا بالأمومة، حيث ازدادت براعتها فى أداء شخصية الأم بعد رحيله. ومن أجمل الأفلام التي برعت في تقديمها لشخصية الأم: "لا تسألني من أنا"، الذي جسدت فيه دور سيدة غير قادرة على الإنجاب وتبنَّت ابنة سيدة فقيرة مقابل أموال، ولكنها برعت كثيرًا في دورها كأم غير حقيقية لهذه الابنة التي جسدت شخصيتها.
ولا يمكن لأحد أن ينسى " الست أمينة " التي عاشت لتربية أبنائها وأبناء زوجها من سيدة أخرى، في الجزء الأول والثاني من ثلاثية نجيب محفوظ وحسن الإمام "بين القصرين، قصر الشوق".. وعلى الرغم من أن تقديمها لشخصية الست أمينة كانت الأشهر إلا أنها قدّمت العديد من أدوار الأم ببراعة شديدة جدًا. وبدأت التمثيل بعام 1939 مع أم كلثوم في فيلم دنانير وبعدها التحقت بالفرقة القومية. وتزوجت بعام 1943 من "عبد الله المينباوي" وأنجبت بناتهم الفنانة معالي زايد وجيجي الميناباوي، وآمال أخت جمالات زايد. واعتزلت المجال الفني بعام 1944 بعد زواجها وعادت إلى السينما بعام 1959 شاركت في 32 مسرحية وعملت في الإذاعة لفترات عديدة.
واستطاعت الفنانة الراحلة هدى سلطان، أن تنضم إلى الفنانات الذين اشتهروا بتقديم أدوار الأم المصرية المثالية عبر المسلسلات، خاصة في مسلسل "الوتد"، فالذي قدمت فيه شخصية فاطمة تعلبة، والذي يعكس صورة المرأة المصرية القوية في أسرتها في القرى والنجوع، ومن أشهر مسلسلاتها "أرابيسك، زيزينيا، الليل وآخره".
على الرغم من أنها اشتهرت بتأدية أدوار "الحماة المشاغبة" التي تجلب لزوج ابنتها الكثير من المشكلات، أو التي تُغار على ابنها من زوجته، إلا أنها قامت بدور الأم أيضًا ببراعة، ومثلت ما يزيد على (200) فيلم. من منّا ينسى مشاهدها مع لبنى عبدالعزيز في فيلم "هذا هو الحب"، وهي تختبرها عندما ذهبت لخطبتها لابنها وتعطيها "البندق" و"عين الجمل" كي تكسره بأسنانها.. ثم تضع يديها على جسد العروس "لبنى" لتتأكد من أنها سليمة وغير مغشوشة. وغيرها من الأدوار التي أبدعت بها وقدمت بها دور "الأم".