كشفت هند سعيد صالح عن الوجه الآخر لوالدها الفنان الراحل سعيد صالح والتي تحل ذكراه في شهر أغسطس/أب الجاري ، قائلة "كان حبيبي وأخويا وصديقي قبل أن يكون أبي ، لم يتعامل معي كأب ولكنه كان يتعامل معي كصديق ، وكان حنين جدًا وبعتبره أخويا الكبير ، وكنت دائمًا اختار الوقت المناسب للتحدث معه وهو بعد كل مبارة للأهلي يكون كسبان بها وفي هذا التوقيت تخدي عينه ، ولكنه كان يغار علي جدًا وكان يقول دائمًا في أكثر من لقاء هند دي بتعتي أنا وملكي أنا".
ونفت إبنة سعيد صالح في حديث خاص لـ"لايف ستايل" ، أنه كان يأخذ رأيها في أعماله التي يشارك بها ، مضيفة "لم يكن يأخذ رأي أحد في أعماله وكان يقول لنا انا دخلت عمل وسأشارك في مسرحية كذا وذلك بعد تعاقده عليها ، وانا أخذت منه هذه الصفة".
وتابعت هند "أبي الذي تشاهدونه في الأفلام والمسرحيات دمه تقيل ، مقارنة بسعيد صالح الإنسان في واقع الحياة فقد كان دائم الضحكة والابتسامة وكان من الممكن أن يضحكك في الحقيقة أكثر من التمثيل ، و كان جدع وصاحب صاحبه وكان جرئ لا يخاف شيئًا كان يحب أصدقاؤه ويتعامل معهم بحب وبود ، و كان ممكن أن يقبل دور بسيط أو مشهد لمجرد أنه مع صديق له يحترمه ويقدره ، وعلى سبيل المثال أغلب أفلام المنتج رمسيس نجيب في السبعينات ستجدون سعيد صالح مشترك بها ، في فيلم أين عقلي ، ظهر في مشهد وكنت عندما اتحدث معه على ذلك كان يقول لي لا يمكن أن أقول لرمسيس نجيب لا على أي عمل".
وأردفت هند "على الرغم أن هناك أعمال اشترك بها بدور بسيط الا أنه كان يؤمن بالكيف وليس الكم فكان يهمه أن يمثل مشهد يعلم مع المشاهدين على أنه يكون البطل في عمل ليس له أي قيمة".
وأكدت هند إن والدها كان غول مسرح وكان يعشقه حتى النخاع حتى أنه كان لديه طقوس خاصه به وحده قبل مسرحياته كافة ، كان يذهب باكرًا قبل بدء العرض بنحو 4 أو 5 ساعات وكان يجلس على خشبة المسرح والمسرح خاويًا لا يفعل شيئًا سوى أنه كان يشعر بحب خشبة المسرح لدرجة كبيرة".
وعن هوايته بعيد عن التمثيل أعلنت هند أنه كان يهوى التلحين ، وعلى الرغم من أنه لم يكن يعزف على أي آله حتى العود الذي كان موجود في البيت دائمًا لم يكن يعزف عليه ، لكنه لحن بعض أغاني في مسرحياته ولشعراء كبار مثل صلاح جاهين وأحمد فؤاد نجم ، وفؤاد حداد وبيرم التونسي، كان يحفظ دواوينهم ومعظمهم اصدقاؤه".
أما عن علاقته بالزعيم عادل إمام فقالت هند " كانوا أشقاء حتى أنهم عندما تزوجوا في البداية أختاروا منزلين أمام بعضهما باختيارهم ،حتى يكونوا بجوار بعضهما البعض وكنا جيران لفترة طويلة ".
وحول عدم حضور عادل إمام دفن وجنازة صديقة سعيد صالح أوضحت "أبي عندما توفي لم أفكر في شيئًا وقتها سوى دفنه سريعًا وكنا وقتها 5 شوال وكان معظم الفنانين في هذا الوقت يكونوا قد ىنتهوا من تصوير أعمالهم الرمضانية ويقضون فترة من الراحة في المدن الساحلية وغير متواجدون في مصر وقد توفي يوم جمعه الساعة 11 صباحًا ، فقط قمت بالاتصال بنقيب الممثلين الدكتور أشرف عبد الغفور وبلغته بالخبر وقمت بإنهاء إجراءات الغسل والدفن وتوجهت به إلى مسقط رأسه في محافظة المنوفية لأنه قد أوصى بذلك وفي هذا الوقت لا يمكن لأحد أن يلحق بي ولا يمكن أيضًا أن انتظر حتى يأتي الجميع حتى أدفن والدي ، وللأسف الناس تصيدت هذا الموقف ليبتكروا قصص عن جحود الأصدقاء وعن إنه لم يحضر الدفن ، ولكن الفنان عادل إمام جاء في العزاء وأدى واجبه ولم يقصر" .
وعما إذا كانت فكرت في التمثيل أردفت هند "لم أفكر ولكني ذات مرة قررت أغيظه ، وقلت له قررت أمثل فغضب كثيرًا حتى علم ‘نني أمزح معه لأنه كان يخشى علي تمامًا من الدخول في مجال التمثيل حتى استطيع أن أهتم بأبني وأسرتي، ووافق على دخولي معهد التمثيل قسم مونتاج" .
وعن ما إذا كان شعر بالظلم عند حبسه لتقديمه المسرح السياسي شددت هند "سعيد صالح لم يشعر بالظلم نهائيًا وتستفاد إيجابيًا بفترة الحبس بالتقرب من الله والصلاة والتعبد وقراءة القرآن وعندما خرج قدم مسرحيات سياسية أكثر جرئة من قبل وكأنه يريد أن يوصل لهم رساله بأنه لا يخاف شيئًا".
وبينت هند "أحب أعماله كافة ولكنني حاليًا لا استطيع أن أشاهد أعماله فغالبًا في الأعياد يتم عرض مسرحية العيال كبرت ومدرسة المشاغبين ، وعندما أجدهم يتابعونها أضحك على بعض المشاهد وسرعان ما أطلب منهم بأن ينتقلون لقناة آخرى".
واستطردت هند عن علاقة والدها بأحفاده "ياسين إبني عندما ولدته شاهدت أبي يحمله ويبكي بشده وكان يحبه كثيرًا وكان عندما يشاهده يدخل معاه في نقاش كأنه رجل كبير يجلس معه".
وأضافت إبنة سعيد صالح عن علاقته بالفنان صلاح السعدني "كانوا مقربين جدًا لبعضهما البعض كان دائمًا يقول أبي على صلاح السعدني إنه ابيض ليس به سواد أو حقد من أحد وعندما توفي اضطررنا لإخفاء خبر وفاته على صلاح السعدني لـنه كان مريضًا فخشينا عليه من الصدمه" .
وتحدثت هند عن الوفاة ، متابعة "قبل وفاته بفترة أصيب بمرض بالزهايمر وتدهورت حالته حتى توفاه الله" ، نافية أنها كانت تفكر في تجسيد حياته في عمل فني