أكدت الفنانة السورية سلاف فواخرجي أنها لم تكن خائفة من تصوير بوستر مسلسل "شارع شيكاغو" تأليف وإخراج محمد عبد العزيز وإنتاج شركة قبنض ميديا، حيث أحدثت الصورة التي جمعتها مع الفنان مهيار خضور مؤخرا ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وتلقت انتقادات لاذعة؛ لأنها تُوضح أن هناك "مشروع قبلة" بين الشخصيتين.
وعللت فواخرجي عدم خوفها بأنها كانت مقتنعة بشكل تام بما فعلته، وذلك من خلال تصريح إذاعي، وبيّنت أنها على الرغم من عدم خوفها من ذاك البوستر إلا أنها كانت تتوقع بأنه سوف يتلقى الانتقادات ولكن ليس إلى هذه الدرجة التي وصفتها بغير الطبيعية.
وأوضحت أن المشكلة لا تكمن بالنقد، فهي تتقبل النقد البناء والواعي بطريقة طبيعية، لكن المشكلة بالشتائم اللاذعة التي تلقتها كونها العنصر الأنثوي في هذا البوستر، مُعتبرة بأن ما حصل يدل على أننا بوضع فعلا خطير مجتمعيا ويحتاج للعلاج، مؤكدة بأنها وطاقم العمل سوف يكملون ما بدأوا به؛ لأنهم أصلا مؤمنون بما فعلوه.
وأعربت فواخرجي عن أسفها؛ لأن كل الشعوب تعمل على التقدم إلى الأمام إلا في المجتمع الشرقي فيقفون أو يعودون إلى الوراء اجتماعيا، قائلة: "لما كنا ورا كنا أحسن"، متمنية أن يكون ما أثاره هذا البوستر هو مبادرة جيدة لكي ترجع سوريا إلى وضعها السابق ونستطيع تقبل الآخر، وبرأيها هذا هو هدف مسلسل "شارع شيكاغو" الذي يُعتبر مثالا عن سوريا المتضمنة لشرائح مختلفة وثقافات عديدة، مضيفة "هي القبلة لكل سوريا يلي كانت وعم نطمح لإلها، سوريا الوطنية العلمانية".
وأردفت أن من حقها الطبيعي معاقبة كل من شتمها قانونيا، لكن القصة بنظرها ليس عبارة عن رفع دعوى قضائية فحسب؛ لأن القضية أصبحت عامة وتحولت إلى رأي عام ولا تتعلق بشخص أو شخصين، مؤكدة أنها لم تواجه أية مشكلة فيما حصل؛ لأنها تعلم ماهية مهنتها وخطورتها وتؤمن دائما وأبدا بما تفعله، فهي وطاقم العمل لم يصوروا ذلك البوستر بشكل اعتباطي بل كان الأمر مدروسا من كافة النواحي، وكانوا مستعدين لمواجهة عواقبه، مؤكدة أن المجتمع ينتقد البوستر بطريقة غير صحيحة، فليس من المعقول قول ألفاظ بذيئة والشتم؛ فالقبلة بنظرها عادية لكن الشتم هو المعيب، "في انفصام بالشخصية غريب بمجتمعنا".
وكانت الإذاعة ذاتها أيضا قد استضافت مخرج مسلسل "شارع شيكاغو" محمد عبد العزيز الذي أعطى بدوره رأيه بالضجة التي حصلت؛ إذ أكد أولا بأنه لم يُصور هذا البوستر في سبيل تحقيق الـ "تريند" أو جذب الجمهور وإشهار المسلسل، فالبوستر كان نابعا من جوهر العمل الذي يتناول قصة علاقة حب بين هاتين الشخصيتين (سلاف فواخرجي ومهيار خضور)، كاشفا أن علاقة الحب بين الاثنين سوف تتطور وستتكرر مشاهد تجسيد هذا العشق، ومن الممكن أن يحتوي على مشاهد التقبيل ولكن بمعالجة إخراجية لا تؤذي المُشاهد العربي.
أما السبب الثاني لتصوير البوستر، فأشار إلى أن العمل يتناول حقبة الستينيات من القرن الماضي حيث كانت توجد شريحة واسعة من المجتمع السوري لديها حرية كافية في أمور كهذه؛ فالقبلة الموجودة داخل العمل نابعة من الجو الحقيقي لتلك الفترة.
ولفت عبد العزيز إلى أن البوستر كان فنيا فقط؛ إذ كان قد تناقش فيه هو وسلاف ومهيار لإنتاج هذا "الشو"، مُعتبرا أن ما حصل من الممكن أن يكون نقطة إيجابية لترويج المسلسل، مُضيفا أن "شارع شيكاغو" عمل درامي ضخم جدا وعبارة عن بحث عميق في الزمن القديم ولا يُختصر بمجرد بوستر قالوا عنه بأنه "مشروع قبلة".
ولم يُنكر عبد العزيز وجود شريحة محافظة من الشعب السوري لا تتقبل مشاهد كهذه، لكنه اعتبرها بأنها "أقلية" ولذلك لا يمكننا أن نلغي هذا النوع من الفن الواقعي؛ لأن الدراما السورية ومنذ ظهورها كانت مع الحريات العامة، مؤكدا أننا لا نستطيع إلغاء شعر نزار قباني وأفلام عبد الحميد عبد اللطيف والأفلام السينمائية القديمة التي تُعدّ فنا عظيما.
الجدير بالذكر أن مسلسل "شارع شيكاغو" سوف يُعرض بشكل حصري على قناة "أو إس أن يا هلا الأولى" في السادس والعشرين من الشهر الجاري، ويتناول العمل حدوتة بوليسية مفعمة بالإثارة والتشويق حول فتاة تدعى "ميرامار" تعيش في الستينيات من القرن الماضي، حيث تحدث جريمة قتل تتكشف خيوطها في الوقت الحالي، ويضم العمل نخبة من نجوم الدراما السورية.
قد يهمك ايضا:
سلاف فواخرجي في أحدث ظهور عبر انستجرام