الفنانة أنغام من النجمات اللواتي رسمن لأنفسهنّ خطاً فنياً ملتزماً فيه الكثير من التعب والجهد ليحققن مكانة فنية محترمة.
حياتها العائلية وأمومتها لا تختلف أبداً عن خطها الملتزم .
فهي أم تعرف كيف تدير أمور أسرتها وتجيد وضع قوانين تربوية تُلزم بها ولديها في زمن الانفتاح والانترنت، وهو الزمن الأصعب على الأمهات في تربية أولادهن.
بين زمن تربية والدتها لها وزمن تربيتها لولديها اختلاف في وجهات النظر. أنغام لا تحب تربية البنات خوفاً من المنافسة بينهنّ وعدم الاتفاق والمعاندة. ولداها عمر وعبد الرحمن بالنسبة لها كل حياتها.
في لقاء خاص وحميمي، خرجت أنغام مع "سيدتي" عن صمتها وتكلمت براحة تامة عن حياتها الخاصة في حديث شفاف بعيداً عن الفن..
أنت نجمة وأم في آن واحد، هل أنت قادرة على التوفيق بين أمومتك وفنك؟
أنا محظوظة جداً بأن والدتي تعيش معي في البيت.
فوجود والدتي ساعدني على أن أشتغل براحتي وأكون أماً متوازنة، وخفف عني عبئاً كبيراً جداً. وهي أكثر واحدة أستطيع أن أوكل ولديّ إليها خاصة في السنوات الأولى لولادتهما.
هل كان هناك اختلاف في وجهات النظر بينك وبين والدتك في كيفية تربية ولديك؟
سأكون صريحة معك. أمي طيبة وحنون جداً.
اتفقت معها على قانون تربية موحد في البيت، نتبعه سوياً في تربية ولديّ سواء في فترة غيابي أو في حضوري، وقد طبقناه بشكل صحيح.
ما هي القوانين التي وضعتها لتربية ولديك؟
هي أمور تخص الأكل والشرب. فعادةً، الجدة تدلل أحفادها كثيراً. مثلاً: كانت تحمل لهما الطعام إلى السرير.
فاتفقت معها أن تخفف من تدليلهما وأن تحثهما على احترام القوانين، لكي يصبح ذلك في المستقبل عادة وتصرفاً يومياً في حياتهما.
ما هي الأمور الممنوعة والمسموحة في تربية ولديك؟
ليس هناك من ممنوعات. لكن، ثمة أمور حياتية تكلمت فيها معهما وتناقشنا سوياً بها وعرفا لِمَ هي ممنوعة واقتنعا بأسباب منعها.
هناك بعض الأمور لا يستطيع مثلاً عبدالرحمن القيام بها إلا عندما يبلغ سن الرشد، كاستخدام الهاتف الخلوي طيلة الأسبوع في فترة الدراسة، ومسموح استخدامه فقط في نهاية الأسبوع وفي الإجازات، خاصة أن عبد الرحمن مازال في المرحلة الابتدائية.
في غرفة نوم عبد الرحمن ثمة قنوات تلفزيونية معينة، وهناك أغان محددة وأخرى ممنوعة. عبدالرحمن متفهم لكل هذه الممنوعات، وهو يعرف تماماً أن هناك عدداً من ساعات النوم المطلوبة.
عليه أن ينام لكي يرتاح نظره وفكره. ممنوع عليه تناول مأكولات جاهزة من مطاعم معينة لأنها قد تضر به ولا يستفيد منها صحياً.
في طفولتك، هل كانت والدتك تمارس عليك قانون الممنوعات؟
أوه... دائماً كانت تقول لي «قولي الحقيقة لو على قطع راسك. إياكي والكذب». كانت والدتي «موسوسة» (مهووسة) في النظافة.
وكان عليّ عندما يزورنا ضيوف أن أقول للرجل «حضرتك» وللسيدة «حضرتِك». وكان ممنوعاً عليّ إذا أراد الضيوف إنهاء زيارتهم الوقوف قبلهم، لياقة من أهل البيت.
كل هذه القوانين لم أطبقها على ولديّ. ولم أطلب منهما أن يستخدما كلمة «حضرتك» عندما يتكلمان مع أحد ما، لأني أفهم الاحترام بأسلوب آخر.
فكلمة «حضرتك» قد أقولها لأي أحد ومن خلفه أتكلم عنه بالسوء.
الاحترام عندي في الفعل لا في الكلام. على كل حال، زمننا يختلف عن زمن ولديّ. والدتي دللت ولديّ لكنها لم تفعل المثل معي.