نتفليكس فى عرض مسلسل جديد بعنوان «الجاسوس» الذى يستعرض قصة انضمام الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين لجهاز الموساد وسفره للاراضى السورية فى الستنيات لجمع معلومات عن الجيش السوري.
وأثار المسلسل الجدل منذ بداية عرضه وحتى انتهاء حلقاته الستة، حيث يحمل رسالة واهانة، بالنسبة للرسالة فهى تشويه العلاقات المصرية السورية بمعلومات وأحداث مغلوطه، أما بالنسبة للاهانة فتمثلت فى عدة مشاهد أحدها تظهر فيه عدد من الصور المركبه للزعيم الراحل جمال عبد الناصر بشكل فيه إهانة متعمدة لأهم رموز ثورة 1952.
أثارت شبكة نتفليكس بعرضها لهذا المحتوى «المشوه» عدة تساؤلات أهمها «هل المسؤلين عن الشبكة يحاولون تمرير اجندات سياسية معادية لمصر والدول العربية ضمن محتوى درامي؟ ما السر وراء تبنى الشبكة لاعمال صهيونية مثل «الملاك» سابقًا والجاسوس حاليًا؟ والعديد من علامات الاستفهام التى بدأت فى الظهور مع توالى مثل تلك النوعية من الأعمال المشبوهة.
الغريب فى مسلسل الجاسوس، المأخوذ عن السردية الإسرائيلية لمهمة كوهين فى سوريا، أنه يجسد قصة جاسوس فشل فى النهاية وتم القبض عليه وإعدامه فى ميدان عام بسوريا بعد اكتشاف المخابرات المصرية لخدعته وابلاغ نظيرتها السورية.
واما عن قصة إيلى كوهين فقد ولد بالإسكندرية فى 26 ديسمبر عام 1924 باسم إلياهو بن شاؤول كوهين، لأسرة هاجرت إلى مصر من مدينة حلب السورية، والتحق فى طفولته بمدارس دينية يهودية ثم درس الهندسة فى جامعة القاهرة لكنه لم يتخرج فيها وتركها قبل أن يتم تلك المرحلة، بعدها انضم للحركة الصهيونية وهو فى العشرين من عمره.
وهاجر من مصر نهائيًا عام 1957 بعد حرب السويس، وبعد وصوله للأراضى المحتلة عمل فى البداية فى ترجمة الصحافة العربية للعبرية ثم تقدم للتطوع فى جهاز الموساد مرتان وتم رفضه، وبعدها اضطر أحد العملاء للاستعانة به بعد فشله فى إيجاد بديل له، رغم عدم اقتناعه بقدرته على اتمام مهمته وهى التجسس على الجيش السوري.
ومن أجل زرع كوهين فى سوريا، تم إرساله إلى الأرجنتين عام 1961، فى شخصية سورى مسلم اسمه كامل أمين ثابت وقد نجح هناك فى بناء سمعة جيدة كرجل أعمال ناجح متحمس لوطنه الأصلى سوريا، وتوثقت صداقته بالملحق العسكرى السورى أمين الحافظ، وانتقل كوهين إلى دمشق عام 1962 حيث بنى علاقات مع شخصيات فى الحكومة والجيش ورجال المجتمع والتجارة، وكان يسكن بحى أبو رمانة المجاور لمقر قيادة الجيش السوري.
وأسند دور البطولة فى المسلسل للمثل اليهودى ساشا كوهين، وهو يحمل الجنسية البريطانية ومشهور بتجسيده لشخصيات تحمل الجنسية العربية فى أفلام هزليه وحاز على جائزة الجولدن جلوب عام 2007، أما مؤلف ومخرج ومنتج المسلسل فهو الاسرائلى غيدى راف، الذى قدم أعمالا أخرى عن شخصيات يهودية إسرائيلية، مثل مسلسل «هوملاند» .
وتناول فيه شخصية رئيس الحكومة الإسرائبية الأسبق مناحم بيجن، وأخرج مسسلسل الطاغية «tyrant» والذى يحكى عن حاكم دولة مستبد يلقى حتفه ويتولى ابنه السلطة، كما أخرج الفيلم الهوليودى «منتجع البحر الأحمر للغطس» الذى يروى قصة تهريب جهاز الاستخبارات الإسرائيلى «الموساد» سبعة آلاف من يهود الفلاشا الإثيوبيين من السودان إلى إسرائيل.