أصبحت الدول العربية .. الآن تهتم كثيرا بتلك الخرافات التي ظهرت على القنوات الفضائية بشكل ملحوظ وهي إتجاه الناس إلى شغل الدجل والشعودة لعلاج مشاكلهم النفسية والاجتماعية المستعصية التي لم يجدوا لها حل وأصبحت هذه الخرافات حاليا هي الحل الوحيد التى يلجأ إليها الناس لحل أزماتهم ومعرفة ما سيحدث في المستقبل، وقد أصبحت حاليا هذه الظاهرة تهم وتسيطر على عقول الناس بشكل مثير وخاصة بعد كثرة إنتشار هذه البرامج على القنوات الفضائية ليلا ونهارا دون توقف وقد استغلت القنوات هذا النوع من البرامج لإقناع الناس بهذه الخرافات والأوهام التى سيطرت على عقولهم وذلك بهدف الكسب المادي وليس بهدف خدمة الناس كما يدعـون.
ومما لا شك فيه أن إنتشار هذه الظاهرة وخاصة على القنوات الفضائية ووسائل الإعـلام الأخرى أمر خطير جدا وخاصة أن الناس كانوا يطرقون أبواب السحرة والمشعوذين لشد الرجال إليهم ، أما الآن وفي ظل العولمة التى تشهدها في تلك الأيام أصبح السحرة هم اللذين يطرقون أبواب كثيرة من الناس عن طريق القنوات الفضائية وكذلك الانترنت، ومن المعروف أن كثير من الناس المرضى الذين يعانون من مشاكل حادة ومستعصية لا يهمه العلاج الشرعى بقدر ما يهمه التخلص من المرض سواء كانت الوسيلة شرعية أو غير شرعيه وبالتالى أصبحت تلك القنوات الفضائية تلجأ لتقديم هذه البرامج الساقطة التى ليس لها علاقة بالإسلام والعقائد الدينية لجذب وشـد الناس إليها بشـكل جديد بهدف التجارة والربح فقط .
تقول الأستاذة الدكتورة " نجوى كامل " أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهـرة، إن وجود قنوات فضائية تتخصص في تقديم برامج عن السحر ومعرفة القدر يحدث في إطار منظومة هدفه إلهاء الناس عن مناقشة واقعهم والمشكلات الفعلية والحقيقية التى توجد فى المجتمع على المستوى الثقافى والاجتماعى والسياسي.
وتشير أيضا أن هذه القنوات تقع في نفس السقوط والضرر الذي تقدمه قنوات الفيديو كليب المتفتحة.. وهو أيضا نفس الدور التى تقوم به بعض القنوات الدينية التى تغيّب وعى الناس بقضاياهم ؛ ومن هنا لابد أن يأتى الدور الحقيقى للإعلام وهو توعية الناس وليس إبعادهم عن التفكير الجاد والمنطقى .
وتضيف أن التفكير العلمى أو الخرافى لا يرتبط بالتعليم والمشكلة الحقيقية تشتمل فى إنصاف المتعلمين فى المجتمع الذين يتعلمون ولكن هذا التعليم لا يؤدى إلى التغيير فى أساليب أفكارهم وذلك بسبب نظام تعليمى قائم على الحفظ وليس الفهم وبالتالى يبقى فريسة سهلة لمثل هذا النوع من البرامج.
وترى أن معظم الناس الذين يلجأون إلى هذه البرامج الغير هادفة بهدف التسلية أو الفضول أو فى إطار بحث الإنسان بطبعه عن المجهول أو سعيا وراء مكاسب بأسهل الطرق وآخرون يثيقون صدق أقوال العرافين وذلك يربط أحداث قد وقعت بالفعل ولكن يبقى المواطن وحدة ضحية لإستغلال وبيع الوهم وتحميل مشاكله وهمومه على شماعة الحظ والسحر ؛ فلابد من توعية الناس دينيا وثقافيا واجتماعيا ولابد أيضا على متخذى القرارات أنه يضعوا هذه القضية نصب أعينهم واتخاذ القرارات والاجراءات لوقف ومواجهة هذه الظاهرة.
ومن جانب آخر يرى الداعية " مصطفى الأزهري " المذيع باحدي القنوات الفضائية، أن الإعلام قائم على الإثارة بأي شكل من الأشكال وبالتالي فهذه القنوات تعتمد على الإثارة من خلال دخولها فى عالم الغيبيات والتوقعات والتنجيم لأنه يعد جزء من اهتمامات الناس لذلك فهو مخالف للشرع والأخلاق لأنه يقوم على استغلال ضعف الناس لجذبهم إليهـا.
ويشـير أن هدف هذه القنوات هى الربح ولكن هناك هدف أخطر من ذلك وهو تسويق الدجل والخرافة ؛ وبالتالى فهذه القنوات توضع تحت مسمى " إعلام تجارى " وليس إعلام صاحب رسالة هادفة.
ويضيف أن هذه القنوات تكون موجهة للبسطاء والضعفاء من الناس وخاصة الغير متعلمين والغير مثقفين دينيا لذلك فلابد من التصدى لهذه الظاهرة عن طريق وسائل الإعلام وذلك فى شكل حملات توعية دينية وثقافية واجتماعيـة.