لحن الإياب مجموعة شعرية للشاعر محمد الدمشقي تعبر عن مكنونات شاعر رصد جمال دمشق وطبيعتها وتغزل بحاراتها وأزقتها إضافة إلى ما في داخله من أحلام وهموم وآلام.
الشاعر الدمشقي في قصيدة نشيد الياسمين يرى أن دمشق تعيش في دمه وعمره فهو يشكل معها وحدة متكاملة ما دفعه ان يذهب اليها على قارب البحر الكامل فقال:
“بينك وبينك يا شآم توحد لو سال دمعك اضلعي تتنهد
هذا الحنين نزيف وجد عابق نغماته تحيي القلوب فتصمد”.
وبرغم ما يعيشه الشاعر الدمشقي من ألم لا بد للفرح من أن يتجلى في دموع عنفوانه التي لا يريد لها أن تكون حاضرة على مرآى من يراه فيقول في قصيدة “لا ترحلي”:
“يا شعر إني متعب لكنني سأظل انقش بسمة في دمعتي
الفجر لا يصحو إذا لم نحترق والعشق موت دون طلقة رحمتي”.
وفي النصوص يظهر ألم الشاعر على ما يتعرض له وطنه من وجع وألم وأسى فينساب مع عواطفه حزينا موجعا عبر كلمات رقيقة استعارها مما يحيط به في الكون والبيئة والحياة فقال في قصيدة بكت السماء:
“بكت السماء وأمطرت أسفا على بشر سقوا أوطانهم وجعا سدى
يا ليتهم فهموا دروس نجومها فلربما سلكوا طريقا للهدى”.
أما الغربة فهي أكثر ما يؤلم الشاعر وهي التي تجبر الموهبة لتكون حاضرة لتعبر عما تخلفه من ألم وحرقة وذكريات فجاء في قصيدة غربة:
“آه على عشق يؤجج في دمي جمر الرحيل فاكتوى بلظاه
الشوق يسحبني إلى نيرانه فيفوح في قلبي شذى ذكراه”.
الديوان من منشورات دار ليندا للطباعة والنشر والتوزيع في محافظة السويداء يقع في 115 صفحة من القطع المتوسط.