يوم شاهدنا الفيلم الكوميدي – الدرامي - الاجتماعي "يلا عقبالكن" عام 2015، تمنينا له "يلا عقبال" فيلم جديد، رغم اننا لم نتوقع ان تتحقق امنياتنا ويتحوّل الشريط سلسلة على غرار التتمات الرائجة جدا في السينما العالمية. لكن النجاح الجماهيري لشريط المنتجة والكاتبة نيبال عرقجي والمخرج ايلي خليفة الذي تناول نظرة المجتمع اللبناني الى النساء العازبات اللواتي يبقين "ناقصات" برأيه في حال لم "يكمّلها" الله معهن بالزواج، دفع عرقجي الى التفكير في جزء جديد، من وجهة نظر الرجال هذه المرة، بعد مطالبات عديدة من جمهور الفيلم الاول.
وهكذا كان، واصبح لدينا جزء ثان بعنوان "يلا عقبالكن شباب" لا يعتبر تكملة للاول، فرغم أنه يحافظ على معظم نجوم الفيلم الاول (ندى بو فرحات وبديع ابو شقرا ودارين حمزة ونيبال عرقجي ومروى خليل وجوليا قصار) الا انه يقدمهم في شخصيات جديدة.
الممثلات هن زوجات وحبيبات الابطال الرجال الذين يقدمون دور اربعة اصدقاء مهووسين بالبوكر وبالنساء طبعا، لكنهم يواجهون صعوبة في إقامة علاقات عاطفية متينة في هذا العصر. بديع ابو شقرا مثلا شاب ثري يبحث عن فتاة طبيعية ليرتبط بها، لكنه لا يقع إلا على نساء متصنعات يعشقن المظاهر ويرغبن في استغلاله ماديا.
طلال الجردي طبيب ناجح ويشكّل مع زوجته نيبال عرقجي الثنائي المثالي في المجتمع، لكنه يعاني مشكلة نفسية، مما يهدد حياتهما الخاصة بالانهيار.
دوري سمراني زير نساء لا يقوى على مقاومة اغراء اي امرأة رغم انه مرتبط عاطفيا بندى ابو فرحات التي تصبر وتصمت على خياناته المتكررة لها على امل أن يتزوجها.
اما فؤاد يمين فهو الزوج المغلوب على أمره المرتبط بدارين حمزة المزعجة والمتسلطة والتي لا يعجبها العجب، مما يجعله يضيق ذرعا بنقّها ويبحث عن متنفّس خارج بيته.
"يلا عقبالكن شباب" من اخراج شادي حنا الذي لفت بتصويره (وخصوصا اللقطات الجوية)، عن سيناريو لمنتجته وبطلته نيبال عرقجي، لا يزال يدور في فلك العلاقة بين الرجل والمرأة، مع كل ما تحمله من كذب وخيانة. الجزء الجديد لا يزال محافظا على مستوى الاداء الجيد والمقنع للممثلين الذين تألقوا جميعا بعفويتهم .
نشيد خصوصا بطرافة فؤاد يمين التي لم تعد تحتاج الى اثبات، ودارين حمزة الموفقة بشخصية فكاهية كاريكاتورية هي الزوجة التقليدية التي "تنق" دائماً، وندى ابو فرحات التي قدمت دورا مختلفا تماما عن الشريط الاول، فكسرت صورة المرأة الجريئة والمتحررة التي تناسبها جدا، واقنعت رغم ذلك بشخصية الحبيبة العاشقة التي تصمت وتغض الطرف عن خيانات حبيبها (دوري سمراني).
ويشارك ايضا في الشريط من خلال إطلالات خاصة، كلّ من غسّان الرحباني، مؤلف موسيقى الفيلم، ومي سحّاب وسينتيا خليفة. ايضا تفوّق الجزء الثاني على الاول بكمية الطرافة والاجواء المضحكة والمستقاة كلها من واقع العلاقات في المجتمع اللبناني (رغم بعض المبالغات والكليشيهات).
لكن السيناريو لم يخل من بعض الثغر، فالقصة تشبه مجموعة اسكتشات متتالية، وقد عانت من التطويل والاهم انها اكتفت بعرض يوميات الشخصيات من دون اي غوص في تركيبة شخصياتهم النفسية التي تؤثر في تصرفاتهم، مما جعل السيناريو يفتقد العمق والثقل.
مثلا اغفل الفيلم التطرق الى سبب معاناة الطبيب من البوليميا، فلو لمّحت لنا القصة وإن بشكل سريع عن السبب النفسي لهذه الحالة، لكنا تعاطفنا اكثر مع الشخصية. الفيلم ابتداء من الخميس 24 تشرين الثاني في الصالات اللبنانية كافة.