من العرض المسرحي"بقاء"

تواصل الفنانة نورا مراد مشروعها الفني اللافت "هويات" في الريبرتوار السوري بعرض "بقاء" الذي ذهبت فيه هذه المرة إلى التأكيد على فصاحة الجسد الراقص وقدراته في التعبير عن تبعات الحرب وآثارها على الإنسان وذلك عبر أربعة راقصين هم حور ملص، نغم معلا، نورس عثمان، آنجيلا الدبس،  توجوا خشبة الاستعمالات المتعددة في دار الأوبرا.

العرض الذي اختتم عروضه مساء اليوم يناقش بلغة حركية راقصة هواجس الإنسان في الحرب لتكمل بذلك فرقة "ليش" مشروع "هويات" الذي كانت الكوريوغراف نورا مراد قد أطلقته منذ عام 2004 بعدة عروض كان أبرزها "إذا ماتوا انتبهوا" وعرض "ألف مبروك" حيث اشتغلت في مشروعها هذا على طقوس العزاء والفرح ليكون “بقاء” تتويجاً لهذه العروض من حيث تكويناته الجسدية ودرجة الانسجام المدهشة بين راقصيه الذين برزوا في هذه التجربة في إبداع مساحة حرة للعب والتعبير عن مفاهيم متعددة كان أبرزها الخوف والعزلة والآخر والموت.

"بقاء" الذي جاء كنتيجة بروفات وتدريبات شاقة لفرقة “ليش” الراقصة كان مفاجأة من حيث أناقته ومزجه بين مستويات متعددة من المسرح الجسدي والإيحائي من خلال سينوغرافيا سعيد الأحمر الذي قدم بدوره فضاء سديمياً وفر أرضية من الصمت كعتبة لحركة الراقصين وفق النص الموسيقي والمؤثرات التي وضعها كل من ديمة أورشو وشادي علي وأزياء ولاء طرقجي التي وفرت هي الأخرى سهولة لراقص حركي منعتق من ثقل الزي وكثافته البصرية بالتناغم مع إضاءة كل من فادي زين الدين وطاهر سلوم ومنتجب عيسى.

التصميم الحركي اللافت لنور مراد رسم عالما نفسيا محكما عبر عنه انتقال الراقصين الأربعة بسلاسة ومهارة آخذين الجمهور معهم إلى عوالم متباينة من التعبير بالجسد ليكون هذا الأخير بمثابة نص شعري متحرك طوال فترة العرض الذي أنتجته وزارة الثقافة -الهيئة  العامة لدار الأسد للثقافة والفنون.

يشار إلى أن نورا مراد خريجة قسم التمثيل من معهد الفنون المسرحية شاركت في العديد من الدورات في سورية وفرنسا في مجال المسرح والتصميم الحركي وتقنيات الرقص الحديث وعملت كمدرس مساعد في معهد الفنون المسرحية وأسست فرقة “ليش” المسرحية والتي فازت بجائزة أفضل سينوغرافيا في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي 2000 وقدمت عبرها عددا من عروض المسرح الحركي.