محمد سعد

بإطلالة أوروبية من أعلى مكان حمل ذكريات 20 عامًا، وبنظرة اشتياق للعودة للوطن يضم الكادر شنطة سفر، تبدأ أحداث "الكنز"، الفيلم الذي أثار ضجة بين صفوف النقاد والنجوم منذ أن طرح البرومو الأول له، ولكن بعد المشاهدة تقرر أن كل الأدوار ناقصة إلا شخصية "محمد سعد" هي الواحد الصحيح.

ففي فيلم "الكنز" لا شيء مكتمل، فأحداث العمل تدور بين 3 عصور "الفرعوني، والمملوكي، والنصف اﻷول من القرن العشرين"، وتتناول الأحداث فساد وسطوة بعض رجال الدين عبر العصور، للاستيلاء والوصول إلى السلطة والتعاملات المزيفة والسيئة مع الشعب، وكيفية إقحام الدين في السياسة من أجل الحصول على مناصب، خاصة أن هناك رجال دين تعمدوا التلوين والتزييف في هذه الحقبة الزمنية، لكي يكونوا الأقوى للحفاظ على مراكزهم.

ففي العصر الفرعوني ضم العديد من الأبطال، على رأسهم "هند صبري" التي قدمت دور الملكة "حتشبسوت"، ولكن الدور ينقصة الحبكة الدرامية، والأداء المتميز لصاحبة الشخصية، كما ينقصه بعض المعلومات التي تقوي من الشخصية، ويأتي هاني عادل مهندس المعابد، وراسم اللوحات ليظهر برومانسية غير المعتاد عليها في العصر الفرعونى، فالبرغم من تعدد علاقات العشق والغرام بالعصر الفرعوني، إلا أنها لم تكن بالشكل الفج الذي ظهر فيه "عادل"، ليتعرف قائد الحرس على كل ما يدور بينه وبين الملكة، ويقرر التخلص منهما.

ولم يكن الربط بين الأحداث من عصر إلى آخر مميزًا، فبدون التقديم تجد نفسك متنقلًا من العصر الفرعوني، إلى العصر المملوكي الذي حمل علاقة رجال السلطة بالمجتمع، وسيطرتهم على كل ما يدور في المجتمع.

وهنا اجتمع الواحد الصحيح في شخصية "بشير"، رجل النظام الذي جسد دوره الفنان محمد سعد، ليقدم الدور بأداء مختلف عن جميع أدواره السابقة، حيث قدم رجل النظام الذي يسيطر على كل من حوله بكلمة واحدة، فحركة يده كانت تدل على شخصيته، ونظرة عينيه حملت العديد من المعاني، فجمع محمد سعد بين الأداء والتميز، والشخصية المركبة التي لم ينقصها شيء ضمن أحداث العمل، إلى أن أشاد جميع النقاد بدوره الذي اعتبروه من أهم أدواره في تاريخ السينما.

أما شخصية "علي الزيبق" الشخصية التي قدمها محمد رمضان، لا يعرف أحد ماذا يريد منها هل هو دور ثانوي ضمن أحداث العمل أم أن الشخصية لم تظهر بعد؟، فالشخصية نقصها العديد من الجوانب، وعلى رأسها جانب الطفولة الذي لم يظهر فيه إلا من خلال مشاهد قليلة، فشخصية "الزيبق" المتعارف عليها في التاريخ ثرية بالمواقف التي تجلعها الشخصية الأساسية للعمل، ولكن على غير العادة ظهرت بصورة مختلفة تمامًا عما توقعه الجميع.

وتأتي أحداث النصف الأول من القرن العشرين بطريقة الفلاش باك، لما مضي من العمر، عندما يتطلع "أحمد حاتم" الذي قدم شخصية حسن علي، البرديات التي تركها والده له، يسترجع من خلالها كل الأحداث.

فيما يذكر أن فيلم "الكنز" بطولة محمد سعد، ومحمد رمضان، وروبي، وهند صبري، وأحمد رزق، وهيثم أحمد زكي، وسوسن بدر، وأمينة خليل، وعبدالعزيز مخيون، ومحيي إسماعيل.