استضافت "أوبرا لبنان" المنتجة للأوبرا التاريخية "عنتر وعبلة"، وفداً مصرياً ضم مدير عام دار الأوبرا المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم، والمايسترو العالمي ناير ناجي، في زيارة إلى بيروت، هدفت إلى الإطلاع على تجربة أوبرا "عنتر وعبلة"، أول أوبرا من نوعها وفق تقنية غناء أوبرالي خاص باللغة العربية، واعتمدت كمنهج أكاديمي في المعهد الوطني العالي للموسيقى - الكونسرفتوار اللبناني.
وشارك الضيفان في ورشة عمل في الكونسرفتوار اللبناني في ضهور الشوير، مع فريق أوبرا "عنتر وعبلة" التي عرضت على خشبة كازينو لبنان، بقيادة المايسترو مارون الراعي والليبرتو للكاتب أنطوان معلوف وبطولة الفنان غسان صليبا والسوبرانو لارا جوخدار والباريتون مكسيم شامي وعدد من مغني الأوبرا اللبنانيين بالإضافة إلى كورال أوبرا لبنان في إدارة التينور بيار سميا وتنسيق ليال طايع، وتولى الإخراج كلا من ميرانا نعيمة وجوزف ساسين.
وهدفت ورشة العمل إلى تعريف الوفد المصري أكثر على تقنية الغناء الأوبرالي الخاص باللغة العربية والاستماع لشرح وأداء حي قدمه كل من السوبرانو لارا جوخدار وكونسويل الحاج والتينور بيار سميا الذين درسوا وأدوا هذه التقنية على مدى أكثر من 10 أعوام ، بمشاركة وحضور المايسترو مارون الراعي، بالإضافة إلى بحث إمكانية عرضها في أوبرا القاهرة.
وأعرب الوفد المصري عن دهشته إزاء هذه التقنية المتطورة، مبدياً استغرابه كيف أنه خلال أكثر من عقد لم يصار إلى أي إنتاج ضخم قبل أوبرا عنتر وعبلة وفق هذه التقنية.
وخلال حفل أقامته "أوبرا لبنان" لتوزيع شهادات مشاركة على فريق عمل أوبرا "عنتر وعبلة" برعاية وزير الثقافة اللبناني روني عريجي، أبدت "عبد الدايم" إعجابها الشديد بتقينة الغناء المستخدمة في هذه الأوبرا، وقالت: "تفاجآت أن اللبنانيين ووسط كل المآسي لديهم دائماً فن جميل وفكر وثقافة، ودائماً أنتم بداية النور الذي يضيء لنا الطريق".
وأثنت "إيناس" على مبادرة "أوبرا لبنان" بدعم الأوبرا باللغة العربية في حين أن خطوات مماثلة تقوم بها الدولة وليس الأفراد أو المؤسسات"، آملة أن تكون أوبرا عنتر وعبلة "بداية لتعاون ثنائي وتمتين البعد الثقافي بين لبنان ومصر".
وتخلل حفل توزيع الشهادات كلمات عدة، وقال راعي الاحتفال ممثلاً بمدير المعهد الوطني العالي للموسيقى الدكتور وليد مسلم، أن أوبرا عنتر وعبلة "خطوة أساسية ومهمة على درب طويلة جداً" مثنيا على خطوة المنتج والمدير العام لأوبرا لبنان فريد الراعي.
وأضاف "أتصور أن الإرادة والإيمان بأهمية الإبداع في هذا البلد دفعا بفريد الراعي الى القيام بهذه المغامرة الكبيرة" معتبرا أنه إذا "كانت مصر طليعية في الفنون، فللبنان أيضاً دور كبير يلعبه على هذا الصعيد".
فيما تعهد المدير العام لأوبرا لبنان فريد الراعي بالإستمرار في دعم هذا الفن الراقي، آملاً أن تسلك أوبرا عنتر وعبلة طريقها إلى دور الأوبرا الرائدة في العالم العربي، وفي مقدمها مصر.
واعتبر المايسترو مارون الراعي، أن أوبرا عنتر وعبلة التي حظيت بتغطية إعلامية غير مسبوقة وتناقلتها أكثر من مئة وسيلة إعلامية محلية وعربية ودولية تشكل نقطة تحول في مسار الفن العربي، مؤكداً أن الأوبرا كما تجمع المراجع هي راية ثقافة الشعوب والأمم.
ومن جهة أخرى، وقعت أوبرا لبنان بحضور الوفد المصري بروتوكول تعاون مع المعهد الوطني العالي للموسيقى، ممثلاً برئيسه الدكتور وليد مسلم، يهدف الى تطوير ونشر غناء الأوبرا باللغة العربية وفق المنهج الاكاديمي المطبق في الكونسرفتوار.
وينص البروتوكول في أحد بنوده على أن توضع الاقتراحات لإنتاج مشترك بين المعهد الوطني العالي للموسيقى - الكونسرفتوار وشركة أوبرا لبنان، لأعمال وعروض أوبرالية باللغة العربية على أن يكلف المايسترو مارون الراعي المتعاقد مع الكونسرفتوار، بالتنسيق مع شركة اوبرا لبنان وفق الأطر المتفق عليها.