في الوقت الذي ينشغل فيه رواد مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات المتخصصة في عالم السينما والدراما بالحديث عن فيلم «الجوكر» بطولة جواكين فينيكس، واصفين العمل بأنه مذهل بسبب التمثيل الخارق للبطل جاعلاً المشاهد بحالة اندماج رهيبة، بحسب تعبير أحد متابعي العمل، على الرغم من الجدل الكبير حوله لتسببه بأعمال عنف.
وهنا.. نكتفي بهذا القدر من الكلام عن فيلم «الجوكر» وننتقل إلى ما لم ينتبه إليه المتابعون "المتخصصون" بنقد الأعمال "ولو لم تكن هذه مهمتهم الأساسية" إلى من وُصفت بـ "مجرمة تمثيل" الفنانة القديرة ضحى الدبس و«الجوكر» الفنان محمد الأحمد اللذين ظهرا في المسلسل الجديد «عروس بيروت» ويعرض على قناة MBC4 من الأحد إلى الخميس وسيمتد على عدة مواسم.
حين رُوّج للعمل من قبل MBC التي أخذت حقوق إنجاز نسخة عربية مشابهة تماماً للمسلسل التركي «عروس إسطنبول» لم يُذكر حينها إلا أن البطولة ستكون للممثل التونسي ظافر العابدين "فارس" والذي يتحدث لأول مرة باللهجة اللبنانية، والممثلة كارمن بصيبص "ثريا"، دون الخوض بتفاصيل أخرى حول بقية الممثلين المشاركين لنتفاجأ فيما بعد بوجود فنانين سوريين أضافوا للعمل نكهة خاصة، فلا ندري لماذا كل هذا التعتيم؟ ولماذا الإضاءة فقط على قصة حب "فارس وثريا" ولن نتحدث عن الحكاية في هذه "النسخة المعرّبة" التي تؤرخ لبداية نهج جديد للدراما المعرّبة الي يفترض أن تحل بديلاً عن المدبلجة.
إذاً.. بعد عرض عدة حلقات من المسلسل العربي المشترك، ظهر الفنان محمد الأحمد بأداء مبهر، لذا أسميناه "الجوكر" ويَحار المشاهد فيما إذا كان سيتعاطف مع الشخصية حين يراها تُخرج ما بداخلها من صرخات وجع الماضي الذي يتجلى تباعاً مع مرور الحلقات، أم يكره الشخصية ويحكم عليها بأنها عنيفة ومريضة نفسياً.
ليس غريباً على فنان كـ "محمد الأحمد" أن يتقمص شخصية صعبة ومركبة بهذا القدر، وكأنه هو فعلا "آدم" في حياته الواقعية، فسبق أن جسد أدواراً تركت بصمة خاصة في عالم التمثيل، ولكن هذا الدور بـ «عروس بيروت» كان من أصعب الأدوار التي قدمها مؤخراً بعمقها وازدواجيتها وفق ما ذكره هو بتصريحات صحفية جديدة .
في كفة الميزان الثانية، ضمن هذا العمل الدرامي، حققت الفنانة الكبيرة ضحى الدبس التوازن المطلوب بين الشخصيات ببراعة أدائها، مما دعا جمهور المعجبين إلى منحها لقب "مجرمة تمثيل".
الفنانة ضحى الدبس كانت قد غابت عن الدراما السورية في رمضان الماضي، إذ كان آخر ظهور لها في مسلسل "ضبوا الشناتي" سنة 2018، لتعود صاحبة الوجه الممتلئ بتعابير الحب والغضب بشخصية "أميرة" والدة "آدم" محمد الأحمد .. فقد أهدت الجمهور من خلال هذا الدور خلاصة مركّزة لنضجها الفني.
قد يُصدم المشاهد للوهلة الأولى من ملامح وجهها، وطريقة كلامها القاسية، في دور امرأة تحمل الكثير من الوجع والحنين والكثير الكثير من الحب.
ولا عجب في أن يُؤخذ الجمهور بدور أميرة "أم آدم" وهي التي تركت بصمتها في ذاكرته مراراً وتكراراً، حين تنقلت ما بين شخصيات "أم عزيز" و"أم عادل" و "نفّجة" بإبداع متجدد.. لا عجب، على افتراض أننا نوافق على مقولة إن الإبداع المتجدد "جريمة" لنقبل بأنها "مجرمة تمثيل".
قد يهمك ايضاً: