تعتمد التصميمات الأكثر شيوعًا للمنشآت الحديثة المصممة في الأعوام الأخيرة، على التخطيط المفتوح، وأصبحت الرغبة تميل إلى المساحات المفتوحة والمتعددة الوظائف المغمورة بالضوء، أكثر من الأماكن الصغيرة أو الضيقة أو الغرف المنفصلة. ومع ذلك فهناك حد أقصى لعدد الجدران التي يمكن هدمها في منزلك، قبل أن تبدأ في الحصول على منزل يبدو مثل "تات موديرن توربين هال" الجذاب، وهذا هو السبب لعودة النوافذ "كريتال" التقليدية مرة أخرى. ويستخدم المصممون وأصحاب المنازل هذا الإطار المعدني، لوضع تصميم للأرض تجعلها تبدو مضيئة وشاملة، لكنها تحتفظ بنوع من الانفصال.
وتبدو الإطارات قوية وغير سميكة، وجيدة لتتناسب مع أي شيء في جميع الأشياء الصناعية، حيث تم إدخال تقنية التصنيع في منتصف القرن 19 عندما قام السير هنري بسمر، بتطوير عملية تسخين الصلب واستخدم تاجر الحديد والخردوات فرانسيس هنري كريتال في إسيكس، هذه الطريقة لأول مرة لتصنيع النوافذ المؤطرة، وكان ذلك في عام 1860، وكانت "كريتال" علامة تجارية لهذا المنتج، بل واستمر في التوسع في الصناعات التحويلية في كل من الولايات المتحدة والصين وأوروبا. وتفوقت هذه الخامة القوية والمتينة من الإطارات الصلبة على النوافذ الخشبية التقليدية، في المنشآت الصناعية، وذلك بسبب سهولة تشكيل السبائك، وبحلول الثلاثينات أصبح استخدام "الكريتال" متنوع الاستخدام للمباني المختلفة، وأن يتكيف ليناسب التصميمات الحديثة والمبتكرة.
واستخدم "الكريتال" في السابق في سفينة تيتانيك، ولا يزال موجودًا في مجلسي البرلمان وبرج لندن، فالأسلوب في حد ذاته يبدو حديثًا لكنه نوع من الاستمتاع باللحظة مرة أخرى في دائرة الضوء، فكما هو واضح في عدد من التجديدات والتطورات. وفي "بيكري بليس" وهو مخبز سابق يعود إلى العصر الفيكتوري في باترسي "الأسعار تبدأ من 625 ألف جنيه إسترليني"، واستخدم أسلوب "الكريتال" لتقسيم المساحات، وإنشاء غرف أخرى داخل الغرف الموجودة.
وأوضح ويل هيرمان، وهو يعمل كمطور لـ "بيكري بلايس" في هذا الشأن، قائلًا "يمكنك أن تبحث في الدراسات أو الغرف الأخرى المصممة تمامًا من الصلب المؤطر، للحصول على بعض السلام والهدوء، لكنك لا تزال جزء من هذه الشقة، ولاتزال تستمتع بالإضاءة الطبيعية، التي تغمر المكان، ويمكنك إبعاد الأشياء بدون الحاجة إلى إبعادهم كثيرًا، وهذا النوع من الصلب يعمل بشكل جيد فقد عرض منزل مؤلف من 4 غرف نوم في بافيليون رود في نايتسبريدج للبيع، مقابل 5.25 مليون جنيه إسترليني مع نايت فرانك، وهي عبارة عن شاشة من "الكريتال" تفصل بهو المدخل عن المطبخ أو غرفة تناول الطعام".
ويستخدم "الكريتال" لتحديد المساحات والسماح لدخول قدر أكبر من الضوء، ويتكيف هذا النوع من الإطارات الصلبة في جميع التصميمات، ويمكن استبدال الأبوب الفرنسية بجدران من "الكريتال"، لتضفي لمسة جمالية، ويمكن وضع نوافذ من نفس الخامة، لتعطي إطلالة تتميز بالحداثة، ويمكن استخدام "الكريتال" في الدش وهو ما يجعل الحمام مميزًا. وتقول دار هوانغ مؤسسة "ديزاين هاوس ليبرتي" فيما يتعلق بهذه الخامة "يمنح الكريتال خاصية مثير للاهتمام للمنشأة، ويمكن أن لها حياة سابقة سواء مصنع أو مبنى صناعي، وأن ممارسة التصميم والهندسة المعمارية قائمة في كليركينويل وهي تستخدم "الكريتال" في أعمالها".
وبطبيعة الحال ففي كليركينويل وغيرها من المناطق الصناعية في لندن، يمكن العثور على النسح الأصلية من هذا الطراز بوفرة، ويبيع سافليس مستودع سابق يعود للعصر الفيكتوري في شورديتش مقابل 2.5 مليون جنيه إسترليني جنبًا إلى جنب، مع النوافذ والأبواب مؤطرة من الصلب، تم دمجها مع تخطيط مفتوح وحوائط من الطوب. وساهمت لندن الحديثة في شعبية هذا النوع من الصلب أكثر من أي مكان آخر، ففي مكان أقل في بيت عائلي بيع مقابل 37.5 مليون جنيه إسترليني في كريسويل بليس في تشيلسي، مع نايت فرانك، وهو عبارة عن إطار "كريتال" موضوع حول الفناء في وسط المنزل.