حصل منزل ريتشارد مورفي على جائزة أفضل تصميم لعام 2016 من قبل المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين، حيث يعد هذا المنزل أشبه إلى الكهف بأبوابه ونوافذه الغريبة، ويقع هذا في مدينة إدنبرة، عاصمة إسكتلندا، والذي صممه المهندس المعماري ريتشارد مورفي، ويتميز مورفي بالقدرة على استعراض روح المكان بنظرة أوسع، فكل شيء يعمل بتقنية بصمة الصوت، فمن خلال الصوت يفتح سقف حجرة المعيشة لتظهر شمس النهار، وبالخاصية نفسها يتحرك جناح من المنزل نحو الجناح الأخر، فمنزل كهذا عليك أن تكون حذرًا لما يخرج من فمك.
وعلق أحد المهندسين المعمارين على تصميم المنزل: "أعتقد أني أمضيت أوقات عطلاتي في تصميم المنازل المتحركة". فمنزل ريتشارد مورفي يشبه إلى حد كبير لعبة السلم والثعبان، فكل شيء في المنزل يتحرك، حيث تتحرك مكتبته على نحو معين ليظهر خلفها عالم آخر من غرف الطراز القديم، فإن أي حركة خاطئة لأركان المنزل قد يخرج جزء منه خارجًا".
ويحيط المنزل المتحرك العديد من المنازل العتيقة والتي ترجع إلى القرن التاسع عشر، حيث تبدأ المتعة والإثارة من خارج المنزل حتى دخوله، وكذلك الحجارة التي تبرز في أحد أركانه دليلًا على عدم اكتمال العمل من فجوات بين أحجاره وكأنها تلك الفجوات التي تظهر في أسنان الأطفال رائعة للغاية، حيث تفسح أحجار المنزل الطريق إلى استخدام مواد خفيفة الوزن داخل المنزل كالزجاج والأخشاب والقليل من المواد الثقيلة الأخرى كالصلب، فتظهر الأجزاء الثابتة من المنزل كأنها قابلة للحركة أو أنها وقفت لتوها من الحركة.
وأوضح مورفي أنه يميل إلى الغريب من الأشياء، كما أنه يحاول اقتناص كل الطرق الممكنة للغريب في تصميماته، فهو يعترف بالمغالاة نحو الغريب في تصميمه، الحائز على الجائزة أفضل منزل عام 2016. وكان مورفي صمم العديد من المباني سواء المبني الصغيرة كالمنازل إلى المباني الكبيرة كالجامعات وغير ذلك، كما أنه شارك في توسعات مكتبة كارنيغي في مدينة دمفرلين في إسكتلندا.
ويبدو الجزء الخارجي من المنزل في غاية الغرابة والتفرد، لكن هذه ملامح خداعة لكل من يدخل إلى هذا المنزل يجد أكثر من ذلك، فبمجرد دخولك المنزل يطالعك حائط بديع وردي اللون لينتهي بك نحو سلالم المنزل الغريبة التي تتاخمها رفوف مكتبة المنزل البديعة والعديد من المرايا التي تعمل كنوافذ للمنزل، بينما يقود الزائرين ممر ضيق نحو المطبخ الفسيح بألوانه الزاهية المتباينة حيث يحتوي منضدة وبعض المقاعد. وبجانب هذا، باب زجاجي يعمل بمزلاق يؤدي إلى فناء صغير، حيث استوحاه مورفي من المهندس المعماري الإيطالية كارلو سكاربا الذي صمم حديقة كويريني ستامباليا في مدينة البندقية.
ويتكون منزل مورفي من ثمان مستويات يشبهوا قطع الأحجية يتقاسمها ثلاث غرف للنوم وثلاث دورات مياه وحجرة للدراسة ومرآب وغرفة معيشة. وتشبه جدران منزل مورفي جدران متحف السير جون إلسواني في لندن الذي تغطيه المرايا من كل اتجاه.
ويعد هذا المنزل خلاصة أعمال مستوحاة على يد مورفي، فكل رف من رفوف المنزل شكل نمطًا جديدًا من المنازل التي تلائم كل فصول العام التي لم يعهد لها مثيل من قبل، فالمنزل يتخلله ضوء النهار لساعات متعددة كما أنه يغلق سقفه في ساعات المطر، والمدهش في هذا المنزل أن كل شيء يعمل بالتقنيات الحديثة، فبمجرد الضغط على زر غرفة الجلوس ينفتح سقف الحجرة ليطل عليها نور الشمس لتصبح بذلك جلسة لأحد الملوك السابقين.