قرر المهندس المعماري الأميركي، توم غيفون، تحويل منزل ريفي في ولاية بنسلفانيا يعود لعام 1850، إلى أحد المنازل ذات التصاميم الحديثة الرائعة والتي تخطف الأنظار، حيث تواصل مع أصحاب المنزل بعدما شعر أن خيارهم الوحيد هو تحديثه، وبالفعل وافقوا، وقد كان المنزل مُغطى من الخشب المحروق، ولكن الآن مغطى بالمعادن في تناقض صارخ مع البناء الأصلي العائد للقرن 19.
وصمم غيفون الأعمدة المموجة للمنزل، بالإضافة إلى غرفة الطعام والنوافذ الكبيرة ليسمح بدخول الضوء لأقصى حد إلى المنزل، ويتحدث المهندس المعماري نفسه عن التحديات التي واجهها ليظهر هذا المشروع بهذه الروعة إلى العلن، ويقول إنه شخص محب للفن، مستقر في ولاية نيويورك، والشركة التي يعمل بها متخصصة في إعادة استكشاف المباني التي تعود للقرن الـ19، ومنذ عام 2000 أحضرت المهندسين المدنيين والمعماريين والحرفيين والبنائين؛ ليخرج تصميمي على ما هو عليه، وبخلط المواد الصناعية والأشكال بطريقة فنية وغير عادية ظهر المشروع، ولكن التوتر بين التاريخ والحداثة ظهر بشدة، حيث كانت نتيجة التصميم والهدف منه هو تسليط الضوء على الجمال الطبيعي من خلال التناقض.
ويضيف أن ملاّك المنزل أرادوا التصميم بسيط يعتمد على المساحة المفتوحة والكثير من الإضاءة، ويشير كان المنزل يشبه كثيرا العديد من المنازل في تلك الفترة، ولكنه رأى العديد من اأشياء الجيدة في هذا المنزل، مثل الأرضيات الواسعة، والطبقات المتواجدة تحت الأرضيات، لذلك قرر أن يحتفظ بأصالة المنزل، ومن ثم يحوله، لافتا إلى أن ملاك المنزل اعتادوا على العيش في منزل ريفي مقابل لمنزلهم القديم، في حين يعيش أحدهم في المناطق الحضرية، وبالتالي كان هناك تصور بالخلط بين المنزلين، وهذا ما توصل إليه غيفون، حيث شكل المنزل والترابط العائلي بين أفراد الأسرة.
وشكل المشروع له تحديات ضخمة، حيث إيجاد المصادر للبناء في المجتمع الريفي الزراعي، وقد تعاون مع المهندسين المتواجدين في المنطقة، وصنعوا نماذج الأعمدة المقوسة مع إضافات جديدة سويا، ولكن الأمور سارت على ما يرام وبسلاسة، فيما يحث ملاك المنازل القديمة على استغلال المساحات في منازلهم، مثلما فعل ملاك هذا المنزل الريفي، مؤكدا أن التجربة التي خاضها في إعادة تشكيل هذا المنزل كانت متواضعة ونادرة، ولكنها ذات ثقة.