انتقد الموسيقي الأميركي ريتشارد ميلفيل هول الشهير باسم "موبي"، المهندسين المعماريين الذين لا يركزون على احتياجات الناس الذين يستخدمون مبانيهم، وأوضح الموسيقي الأميركي الذي يقيم في لوس أنجلوس، 51 عامًا، أن بعض الفنانين مهتمون جدا بالتصميمات التي سوف تظهر بشكل جيد في الصور أكثر من الراحة.ويعد فندق "بويرتا أميركا مدريد" الذي صممته زها حديد في إسبانيا، المبنى الوحيد تحديدا الذي أثار حفيظة موبي، والذي انتقده بقسوة معتبراً أن "صندوق للقمامة قد يكون أكثر راحة من الفراش الذي يضمه". وقال إلى مجلة الهندسة المعمارية :لقد "قضيت بضع ليال في مدريد، حيث أقمت في غرفة في الفندق الذي صممته زها حديد". وأضاف: "لقد بدا مذهلا، ولكنه كان أسوأ مكان زرته من ناحية الراحة. لم يكن هناك شيء ناعم، كل شيء كان مصنوعًا من البلاستيك، والذي يبدو جيدا في الصور، ولكن لم يكن مصمما للبشر".
وعلق قائلا: "حرفيا، النوم في صندوق القمامة يمكن أن يكون أكثر راحة".
ويفخر الفندق نفسه, بأنه نموذج للهندسة المعمارية الفريدة للمصممة الشهيرة الراحلة زها حديد, ويوصف الفندق على موقعه الخاص على الانترنت: بأنه " قادر على تزويد الضيوف بمساحات جريئة مبتكرة، مختلفة جدًا عن أي مكان آخر". ومن الواضح أن كل شيء كان جريئا جدا بالنسبة الى موبي، الذي افتتح العام الماضي مطعمًا نباتيًا يدعى "ليتل باين"، حيث كان تصميمه مستلهمًا من العناصر الضرورية والتي تمنحك الراحة والنعومة.
ويهدف المطعم الكائن في لوس أنجلوس، والذي سوف يحتفل بالذكرى السنوية الأولى لإنشائه قريبًا، إلى استحضار روح " منزل تزلج اسكندنافي بسيط ومتواضع من منتصف القرن"، ويتميز بخشب الصنوبر، والوسائد المنقوشة وطاولات الطعام المركونة في زاوية مريحة.
ويقيم موبي أهمية العناصر التي تشكل مطعمه الخاص، بناء على ما إذا كانت عناصر أساسية في منزله أم لا. وينتقد المصممون الذين لا ينوون قضاء أي وقت في المساحات التي يخلقونها, فيما يلوم هؤلاء الفنانون لأنهم يفكرون كثيرا حول كيفية ظهور عملهم في موقع الهندسة المعمارية على الانترنت، وليس كيف سيشعر الناس حيال تلك التصميمات في واقع الحياة عندما يستخدمونها للعيش والعمل أو الزيارة.
واعترف المغني وكاتب الاغاني أن علم الجمال والراحة لا يجتمعان دائمًا معا، لكنه قال إن الذين يعيشون في مساحة غير مريحة ولكنها رقيقة يمكن أن يشعروا بالألم. وأشار إلى أن أعمال زها حديد، بالطبع، تبدو رائعة في موقع "انستغرام"، ولكنها غير صالحة للاستخدام اليومي.
وذكرت سلسلة فنادق "هوتلز سيلكن" عن الطابق الأول الذي يشبه نادي الفضاء: "سوف تعتقد أنك قد دخلت عالمًا من الخيال العلمي، مع كل شيء في متناول يدك", وأضاف الموقع: "ومن بين الميزات الأكثر غرابة للغرف هو المساحة الشاسعة، والإحساس الدائم بنظافة الجدران والأرضيات البيضاء الناصعة".