قرّر الزوجان أندرو غريفيث ولوك ماكاي شراء منزل خاص بهما بعدما وصلا إلى نهاية المطاف بالنسبة للإيجار، وخططا لتأسيس المنزل بأثاث يجمعان أجزاءه بنفسهما، وصلا إلى منزلهما الجديد مع القليل بالإضافة لحقائب الملابس وصناديق الكتب، وعلى مدى الأشهر التسعة التالية تعاملا مع تسريبات المياه ومشاكل السباكة، واستنزفا حساباتهما المصرفية لتحويل تلك الشقة ذات غرفة النوم الواحدة من شقة مرهقة مصممة تصميمًا سيئًا إلى شقة أنيقة يسهل العيش بها بميزانية متواضعة نسبيًا.
وكان الزوجان، اللذان يعملان في مجال العلاقات العامة، يستأجران منزلًا في حي كلافام، ويدفع كلاهما 800 جنيه إسترليني في الشهر للإيجار، فيقول لوك، يبلغ من العمر 34 عامًا: "إنك تتوقف عن تحمل العيش في أماكن مستأجرة بما فيها من أثاث رخيص"، "لقد وصلنا إلى السن الذي به أصبحنا لا نرغب في الإيجار".
ووجد أندرو، يبلغ من العمر 30 عامًا، تلك الشقة، لم يكن الوصول إليها سهلًا ولكن يقول عنها أندرو "ولكن بداخلها توجد تلك النوافذ المقوسة ذات التصميم الفيكتوري المذهل، وسقوفها عالية، وعلى الرغم من إنها صغيرة، إلا أن بها مطبخ منفصل وغرفة معيشة، وهي مصممة على مستويين مختلفين، مما يجعلها تبدو أكبر".
وكان العامل الحقيقي الذي أدى بهم للشراء هو الشرفة الكبيرة خارج المطبخ، إذ تطل على حدائق المنازل المحيطة المليئة بالأشجار، في غضون أسبوع قدماعرضًا بقيمة 437،000 جنيه إسترليني للشقة ذات الطراز الفيكتوري، وانتقلا إليها خلال شهر مارس/أذار في العام الماضي، ويقول أندرو: "بنظرة خارجية بدت الشقة على ما يرام، لكننا اكتشفنا أنها كانت بها بعض المشكلات"، أول شيء اضطرا للتخلي عنه كان ألواح الصنوبر المركبة بالأرضيات، إذ كانت ملطخة بظلال مؤسفة من اللون البرتقالي، وإذ لم تكن لديهما الخبرة لينفذا العمل بنفسهما استأجرا محترفًا لإزالة اللوحات، وتلميعهما باستخدام لون رمادي شاحب جدًا لإعطاء مظهر أقرب إلى البلوط.
كلفهم هذا المشروع الناجح للغاية 600 جنيه استرليني فقط مما شجعهم على الاستمرار، قرروا العمل في كل غرفة على حدى، ووضعا غرفة المعيشة في أول القائمة، وكانا في احتياج شديد لمكان يستخدم في التخزين فركبا رفوف على جانبي المدخنة، ليضعا جميع تلك الكتب. وحيث أن الغرفة طويلة ومنيرة، شعرا أنه يمكن دهانها بلون قوي، وعلى الرغم من أنهما مشغولان ، قررا أن يرسما بعض الأجزاء ونفذا ذلك باستخدام اللون الأزرق لرسم بعض الظلال المستوحاة من الطين على شاطئ نورفولك الشمالي، ويقول لوك: "لقد كان الأمر ممتعا في البداية، حيث الخروج بالأفكار والبحث عن الألوان، لكنه سرعان ما أصبح مملا جدا".
ولكن النتيجة النهائية مذهلة، فالجدران والرفوف وحتى اللوحات من لون أزرق داكن، مع مزج جميل بجدارين من لون رمادي شاحب، وتظهر المصاريع البيضاء للنوافذ المقوسة، وبسبب لون الجدار القوي، فإن ألوان للأثاث هو مزيج من الأسود والأبيض والرمادي، وتضيف كتب الزوجين لمحة من الألوان.
وكانت قاعة المدخل المظلمة مدهونة باللون الأبيض، ولإضافة المزيد من وحدات التخزين، وضع أندرو ولوك مزيدًا من الرفوف وخزانة جيدة الحجم موضوعة في زاوية. وبدأ الزوجان خلال فصل الصيف في إصلاح السطح، إذ كانت أرضية السطح تسرب المياه، انتزعا الأرضيات وأصلحاها، وأضافا درابزينات خشبية مرتفعة ذات فتحات لإغلاق المساحة جزئيا، وكان السطح مدهونا باللون الرمادي وبه طاولة خشبية بسيطة ومقاعد صفراء.
وكانت أسوأ غرفة هي الحمام، مع النوافذ الفاسدة والبلاط المتصدع، جعلا المساحة أوسع عن طريق التخلص من حوض الاستحمام وتركيب دش بدون حوض، وقد جعلتهما أسابيع من الاستحمام باستخدام حوض المطبخ يقدران الحمام عندما انتهى العمل به أخيرا، مع وضع بلاط للأرضيات أخضر اللون من شركة سويدية، وبلاط للجدران رمادي اللون وحاوية زجاجية للاستحمام، بلغت تكلفة الغرفة 9000 جنيه إسترليني.
كانت الأموال تنفذ منهما عندما وصلا إلى المطبخ، لذلك اضطرا للإبقاء على وحدات التخزين البيضاء، دهنا الجدران باللون الأبيض وأضافا بعض العناية من خلال دهان حائط بلون أصفر في الرواق الخارجي، ولكن قبل أن يتمكنا حتى من وضع فرشاة الطلاء جانبا، غرق حمام الجيران بالدور العلوي واضطرا لإعادة كل أعمال الدهان بالمطبخ.
وبعد أن أمضيا شهور ينامان على مرتبة فوق الأرض، مع الجرائد تغطي الشبابيك، تمكنا أخيرا بنهاية العام الماضي من إصلاح آخر غرفة بالشقة، وهي غرفة النوم، وقد اشتريا سريرا قليل التكلفة من ايكيا، وركباه باستخدام المسامير النحاسية من شركة سوبرفرونت، وهي شركة تبيع أبواب الخزانات والمقابض والمسامير المصممة لتناسب منتجات ايكيا الشهيرة.
واستبدلا الصحيفة بمصاريع بيضاء، وهكذا تم إنجاز المهمة، وقد استمتع أندرو بأعمال تجديد الشقة كثيرا حتى إنه أنشأ شركته الخاصة للتصميم الداخلي: تصميمات أندرو جوناثان، ولكن لوك، على الجانب الآخر، لن لحسن يستخدم أبدا فرشاة الطلاء مرة أخرى، ويضيف : "لكنني أحب النتيجة، وبمجرد وصولي إلى المنزل، أشعر بالسعادة".