استلهمت سالي كولتارد الأستوديو الخاص بها، من حظيرة عليها مزرعة في شمال يوركشاير، وهو ليس المكان الذي تستخدمه من أجل عملها كمصممة ديكور داخلي، بل أكثر مكان تسترخي فيه من أجل ابتداع الأفكار الجديدة، تفضله على مكتبها القديم الذي أجّرته إلى مجموعة من الحرفيين والرسامين، على مدى العقد الماضي، مؤكّدة أنها شاهدت كل جديد عندما أعادت تشكيل الحظيرة.
وتكوّن أحد أجزاءه من علب المستحلب الأبيض، بهدف خلق خلفية مثالية للرسوم التوضيحية الساطعة، والجزء الآخر جاء بثريّات كبيرة ومرايا دوارة، وقد استدعت البوتيك الباريسي ذلك الطراز المستوحى من شمال نيويورك، وأكّدت كولتارد، أنّ "أي شخص يؤلّف كتابًا حول التصميم الداخلي اليوم عليه مواجهة المنافسة الشرسة بين المدونين على "انستغرام" و"بي انتريست"، حيث أنّ حشدًا غفيرًا من هواة التصميم الداخلي على الإنترنت، والمدونات، يتواجدون لمشاركة صور رائعة للديكور الداخلي، المصمّم تصميمًا جيدًا في كل دقيقة من اليوم"، لكن مصممي الاستديوهات مع المكاتب كانوا أكثر إبداعًا، حيث قاموا بتزيين مساحات ضئيلة للغاية بحرفيّة بالغة كي تبدو أكبر حجمًا وتتسع إلى العديد من الأثاث، كما يمكن استخدامها من أجل العديد من الأغراض، فضلًا عن أنها حملت جمالية فريدة جعلتها أجمل من أن تكون مجرّد مكتب.
ويحتاج خلق مساحة الأستوديو المثالية إلى الممارسة، وتعلم الفنانة ليزا كوندون ذلك جيدًا، حيث قامت بتحويل مرآبها ببراعة إلى استديو خاص، عملت مع القليل من الألوان، فالجدران جاءت بيضاء نقية، والأثاث يغرس الشعور بالهدوء، وجاء الأستوديو في المرآب مقسما إلى مناطق مختلفة، إحداها تتّسم بالفوضى الجميلة التي توحي بإنجاز الكثير من العمل، كما أن هناك مجالات للكتابة والرسم والتوضيح والشحن.
استوديو كوندون هو عبارة عن عالمين متباعدين من الفن والعلية الشعثاء للمصوّر مارك هيرالد، حيث تسود الفوضى والإلهام التي تكمن في القصاصات المتناثرة على سجاد الأرض، وأستوديو هيرالد هو تكريم للعفوية والحرية الخلاقة على الرغم من أن البعض قد يقول أنها مجرد فوضى، فهذه الأمثلة نموذجية لما ينبغي أن يكون عليه الأستوديو، وهو الكتاب الذي يحتفل حقًا بالشخصية والخصوصية للمبدعين، وتشمل المساحات الأخرى للرسامة ليندا فيلسي، وصممها وبناها زوجها بعد ولادة أطفالهما، وتأتي على عجلات بحيث يمكن نقلها إلى مواقع مختلفة، مثالية لعملها كفنانة تستوحي عملها من المشهد في الريف البريطاني وجنوب داونز.
ويعتبر تشجيع القراء على تقديم إبداعاتهم في المساحة التي يستحقونها، أحد الأسباب الرئيسية لكتابة هذا الكتاب الذي يجمع كل تلك الأنماط من مساحات العمل، وبالنسبة لكولتارد، فإنّ "خلق الأستوديو من أجل الأعمال الحرفية الخاصة بك، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، هي بداية دورة صحية، الشكر والتقدير بأن عملك يستحق الفضاء الخاص به هو الخطوة الأولى للبدء في الإبداع،مع خلق البيئة المناسبة يزدهر الإبداع ونوعية التغييرات التي تحدث في العمل".