يعتبر فنان الخشب الألماني إرنست غامبيرل، الفائز بجائزة لوي كرافت الافتتاحية في معرض أعمال 26، من المتأهلين للتصفيات النهائية في الكلية الرسمية للمهندسين المعماريين، في مدريد في العاصمة الإسبانية. وحظيت العوارض الخشبية الكبيرة من صنع غامبيرل من شجرة البلوط التي يبلغ عمرها 300 عام بعاصفة من إشادة لجنة التحكيم، التي تضمنت الفنانة الدولية باتريشيا أوركيولا ومدير متحف التصميم في لندن ديان سودجيك، ومدير المتحف الياباني للحرف الشعبية ناوتو فوكاساوا، لجمالها والقدرة على "تعليمنا قيمة إعادة التدوير".
والجائزة، التي هي من بنات أفكار المدير الإبداعي جوناثان أندرسون، أطلقت من قبل مؤسسة لوي في عام 2016، وتقدم من قبل ممثل المؤسسة شارلوت رامبلينغ، وهو صديق للعلامة التجارية الفاخرة الإسبانية. وفي حفلة توزيع الجوائز اغتنم الفرصة، للتحدث عن أهمية الحرف في عالم اليوم، وقال "يجب علينا أن نحافظ على قيمتنا الذاتية الاستثنائية والخبرة والإبداع والسماح للناس، ليظهروا بطريقة فريدة من نوعها رؤية الأشياء وتقديمها إلى مجتمعنا بطرق مختلفة، لجعلنا سعداء. وهذا المعرض مليء بالأشياء السعيدة، التي يقدمها أيدي الحرفيين المهرة. فإنها تأخذ وقتًا هائلًا لصنع شيء واحد يثير العاطفة".
وكانت لجنة التحكيم تبحث عن إنجاز واحد متميز يظهر سلامة المواد، الرؤية الإبداعية، والابتكار التقني والعلامة الفريدة ليد الصانع. وفي شرح أسباب اختيار شجرة حياة كامبيرل 2 باعتبارها الفائز بجائزة لوي كرافت بقيمة 50 ألف يورو، وقال رئيس لجنة التحكيم أناتكسو زابالباسكوا، "يكشف هذا العمل نقطة التقاء بين القيم الرسمية والرسالة الاجتماعية، إنه كائن جميل، ويعلمنا قيمة إعادة التدوير، حيث يقوم على إنقاذ الأشجار الساقطة ويجلب الطبيعة إلى الحياة بمهارة رائعة، وهو عمل حرفي موهوب لديه القدرة على تطوير صوت فردي مميز، بدلا من نمط أو توقيع علامة تجارية عريقة".
وغامبيرل، 52، عمل في الخشب لأكثر من 30 عامًا، كما أنه مزارع نباتات وأشجار، وعلى الرغم من سخائها في الحجم، سفنه نحتت بحيث أنها تزن فقط بضعة كيلوغرامات، وقطعة واحدة فقط يمكن أن تستغرق من 4-5 أسابيع لإكمالها، ويعمل على الخشب الرطب بمخرطة وأدوات أخرى ولا يهيمن على المواد، بدلا من ذلك يسمح للطبيعة أن تأخذ مسارها، ويقول "أنا أقطع القطعة لأسمح لها لأن تجف، وأظل تحت الماء أثناء العمل لأسمح لعملية نحتها أن تحدث، لذلك ينمو الخشب بطريقة معينة بشكل طبيعي، أما بالنسبة لعملية التفريغ لدى أداة خاصة شيدتها بمساعدة والدي الذي كان عامل معادن".
ويصنع غامبيرل بيده الأخاديد التخريمية الجميلة في السطح، ثم يضع الطين والحجر المسحوق، الذي يجمع بين حمض التانيك الطبيعي والخشب لتغيير اللون والملمس، ويقوم بتنظيفها حتى يحقق النهاية المرجوة، وأن وضع طبقة من شمع عسل النحل الخاص به يكمل العملية. وهناك مواد أخرى في المعرض لا تقل إبداعا عن خشب غامبيرل، بما في ذلك السيراميك والزجاج والمنسوجات واللكوير والفضيات، التي تأتي من أماكن بعيدة مثل كندا والأرجنتين واليابان وبريطانيا، وقررت مؤسسة لوي لإضافة مشيرين، وقدمت أول جائزة البالغة 5000 يورو إلى صانع الزجاج الياباني يوشياكي كوجريو "لممارسة البحوث، واعتناق المخاطر والابتكار عن طريق خلط المواد، لتحقيق شكل مبدع في نهاية المطاف".
وقام بتصنيع وعاء أزرق غير عادي من خلال مزج مسحوق الزجاج مع أكسيد النحاس، مما أثار تفاعل فريد من نوعه بين الزجاج الذائب والغازات الناتجة عن المعدن الساخن. ويتناقض المظهر الباهت الخارجي مثل السيراميك، بشكل جميل مع القوام اللامع من الداخل. وتم منح الشرف الثاني لأرتيسانياس بانيكوا، وهي عائلة من الحرفيين بقيادة أنطونيو كورنيليو من المكسيك، وهي قطعة الألياف المنسوجة من القمح، تاتا كورياتا، التي تحتوي على الطنان والنجوم الممثلة لألوهية الشمس التي تدل على الحرب والنار.