يعتبر الفنان والحرفي الجزائري, المتخصص في استعمال حجارة البحر والوديان, فريد عترون, واحدًا من المبدعين الجزائريين القلائل, الذي استطاع من خلال منحوتاته الفنية الرائعة تجسيد جمال الطبيعة في الجزائر ومناظرها الخلابة باستعمال الحجارة.
وروى الحرفي الجزائري, في مقابلة مع "لايف ستايل" تفاصيل حكايته المثيرة مع "الحجارة", قائلًا إنه كان يعشقها منذ نعومة أظافره, وتجذبه ألونها وأحجامها المختلفة, وبمرور الوقت فكر في استعمالها في صنع تحف فنية خاصة بالديكور, فبجمع الحجارة والحصى المتواجدة في شواطئ البحر والوديان, ويصبغها بمادة شفافة تحافظ على لمعان الحجارة, ويلصقها ليشكل منها تحفًا مختلفة الأحجام كحاملات الشمع أو يقوم بترصيعها على اللوحات الفنية, لتظهر في نهاية المطاف على أنها أحجار كريمة.
ويركز الحرفي الجزائري, كثيرًا في أعماله الفنية على إحياء التراث الجزائري القديم, كإعادة بعض المعالم التاريخية المنسية إلى الواجهة, من خلال الاستعانة بمختلف أنواع الحجارة والحصي على صور فوتوغرافية. واختار فريد عترون الحصى ليعبر عن إلهامه, ويقوم بجمعها من البحار التي تعم الجزائر, كبحار محافظة شرشال الأثرية, التي شهدت مرور عدة قوافل بشرية عبر التاريخ, فحجارتها تعكس جمالها وقدرة الخالق, وما زاد جمالًا خيال االمبدع الجزائري الواسع.
ونظم المبدع الجزائري, فريد عترون, مواليد 1953, في محافظة بجاية, كان يعيش على بُعد 100 متر على واد الصومام الذي يرتبط تاريخه بتاريخ الجزائر, كونه كان شاهدًا على تفجير الثورة التحريرية المجيدة, العديد من المعارض, أخرها نظمها شهر فبراير/ شباط الماضي, كشف فيه أسرارًا عن الحصى ونقل وشوشاتها المشفرة وصور تجلياتها في الطبيعة وفي فضاءات الابتكار.