يعد المصمم العراقي الشاب احمد هاشم النعيمي احد ابرز مصممي الديكور في العراق ,حيث تمكن من مزج الموروث التاريخي لبلاد وادي الرافدين مع الحداثة في العصر الحديث . والنعيمي يرتبط اسمه بمكتبه الجميل في ارقى احياء بغداد "الاعظمية" والمعروف بـ"آيسن" منذ اكثر من عشرين عاما فكانت كنيته بأحمد آيسن. تخرج المصمم احمد آيسن من كلية الفنون الجميلة قسم التصميم، عام 1989 وهو عضو في جمعية الفنانين التشكيلين ونقابة الفنانين.
يقول آيسن عن بدايته ، انه واجه صعوبات كثيرة ليفهم ما يريده الزبون من تصاميم وهو يرى ان هناك نوعان ، نوع يترك للمصمم حرية اختيار الالوان والمواد الخام التي سيعمل عليها ونوع آخر يتدخل في كل شيء ،مما يؤثر سلبا على التصميم النهائي للعمل
وأضاف آيسن: بعد عام 2003 انفتح العراق على العالم بعد حصار دام اكثر من عشر سنوات اخذ المواطن العراقي يطَّلع على المعالم العالمية من اثاث وديكورات جميلة ليجلب معه ما يريد اختياره لمنزله او موقع عمله, او ان العديد من العراقيين ومن خلال وسائل الاتصال الاجتماعي يدخل الى ابواب شتى في مجالات الحياة ومنها تصميم الديكورات ليختار الاجمل مع بعض التغييرات بمساعدة المصمم .
وتابع :من جانبنا كمصممين للديكور نحاول الوصول الى المستوى العالمي في التصميم بلمسات عراقية من خلال اختيار الالوان والخامات الحديثة التي كنا في الماضي نعاني للحصول عليها بسبب الحصار الذي فرض على العراق. مبينا اننا "اليوم نحصل على جميع الخامات بسبب توفرها في الاسواق المحلية وبالإمكان طلبها من الدول المصنعة لها ليتم الاستلام بمدة قصيرة" موضحا ان الخامات "هي MDF، و جبس البورد ،والانارة والاضاءة والسقوف الثانوية وغير ها من المواد التي تدخل في صميم العمل".
وأوضح آيسن : في السابق كان المصمم العراقي مقيد في "التراث العراقي القديم "،وذلك لعدم توفر المواد الاولية ولكننا اليوم وبعد الانفتاح الذي شهده العراق على العالم نحاول كمصممين ان نمزج بمفهوم الحداثة الحاضر بالماضي من خلال استخدام الخامات الحديثة بأصالة الماضي ، أو الابتعاد كل البعد عن الموروث الحضاري لمواكبة الغرب في تصاميمه ,وعلى سبيل المثال نجد ان العديد من (المولات) في العراق تضاهي مثيلاتها في دول العالم او لنقل في الدول المجاورة للعراق كتركيا او ايران او الكويت. وعن البيئة العراقية وكيفية اختيار الديكور المناسب لها .
يشير يعد العراق ذو المناخ الصحراوي وعادة ما تكون الالوان المستخدمة هي الوان محدودة والمواطن البغدادي لا يحب الالوان الصارخة او النقية فهو دائما يرغب للألوان الثلاثية ويحب اللون الجوزي والاوكرات (البيجي) بسبب طبيعة البيئة التي ينتمي اليها، والقريبة منه.
وعن المعوقات التي تعترضه لعمل ديكورات المنازل للزبائن قال:عادة ما نضع اللمسات الاخيرة للديكور على وفق ما يريده الزبون في منزله لذلك فأننا غالبا ما ننصدم بالزبون فهناك من هو ذو ثقافة محدودة ولم يطلع على الاعمال في الخارج او الداخل لذا صار لزاما علينا ان ننفذ ما يرغب به من خامات والوان يعتقد هو انها تُجمِّل منزله .
ويضيف :احيانا يكون الزبون ذو اطلاع على العديد من التصاميم سواء في داخل او خارج العراق ليترك لنا حرية الاختيار في العمل، وهنا تكمن الصعوبة في كيفية الوصول الى تصميم يرضيه لانه رأى كل جميل من تصاميم عالمية ، وهنا تبقى على (شطارة) مهندس الديكور في هذا المجال.
وبخصوص الديكورات التي نفذها في عدد من برامج الفضائيات العراقية اشار ان التصميم في ديكورات البرامج التلفازية يختلف عن التصميم في المنازل او المحال التجارية بسبب ان النظر بالعين المجردة تختلف عن النظر بعين العدسة ، حيث الكاميرا تلتقط الصورة متجزأة بينما العين ترى مساحات اكبر واعمق فما تراه العين جميل لا تتمكن الكاميرا من رؤيته .
واوضح : اننا نضع ديكور البرامج التلفازية على وفق ما تتقبله العدسة باستخدام الوان اعلامية ذات اطول موجية عالية كي تصل الى العين من خلال الشاشة.