من المعروف أن المصممين وجامعي التحف، ينتظرون ساعات لفتح أبواب متجر التحف "مارستون لوس أنتيكس" "Marston Luce Antiques" في العاصمة الأميركية واشنطن عند وصول إحدى شحناته الموسمية التي يحصل عليها مارستون لوس، مالك المتجر من المعارض وأسواق السلع المستعملة والمتاجر القديمة في المناطق الفرنسية بداية من باريس إلى "بروفنس".
ويمتلك هذا المتجر الثمين العديد من الزبائن المخلصين، ويوضح أحد المصممين في ولاية "كونيتيكت" الأميركية سبب ذلك قائلا: "ليس فقط بسبب جودة التحف أو ندرتها، بل لتمتع مارستون بنظرة تلتقط القطع الفريدة من نوعها ، والطرق غير المتوقعة التي يجمعها بها". وليس من المستغرب أن نجد نظرة لوس الثاقبة للتحف الفريدة في منزله في شمال غرب العاصمة الذي عاش فيه لمدة 25 عامًا.
منزل لوس مليء بالتذكارات والمفروشات العتيقة التي تم جمعها مع زوجته الراحلة جولي، لكن حياته تغيرت مع زواجه الجديد في عام 2017 ، فقد اختار أن يبدأ من جديد كما يقول وهو يستعد لهذه الخطوة من خلال تطوير منزله واعاده تزينه.
ويقع المنزل المكون من 3 غرف نوم في شارع هادئ بالقرب من متنزة Rock Creek Park على بعد بضعة أميال من متجر "جورج تاون" ، ولكن بعيدًا عن الصخب الحضري.
قام لوس بتصميم سياج وأبواب المنزل بعد أن رآه و أعجب به في "نيو إنغلاند"، وقام بتجريف الفناء الخلفي من المخلفات القديمة لاستيعاب تطويره لحديقة منعزلة حيث يتمتع لوس الآن بإطلالة على منطقة مشجرة مع كأس من النبيذ أثناء جلوسه في الشرفة المجاورة المغطاة والموجودة أسفل جناح المطبخ.
على مر السنين ، قام لوس بتغييرات على المنزل الذي امتد لثلاثة طوابق حيث تم استبدال النوافذ الصغيرة على جانب واحد من غرفة الطعام بنماذج أطول، في حين تم إعادة تشكيل المطبخ وتوسيعه ليشمل زاوية الإفطار.
كما قام بتحديث الحمامات والذي دمج بها اللوحات العتيقة التي حصل عليها من فرنسا ووضعها في الجناح الرئيسي وتم استبدال العديد من الرفوف مع تلك من الأميركي ؛ لم يكن بإمكان الزائرين أن يخمنوا أن رفوف غرفة الطعام - التي زُيِّنَت بمظهرها كحجر عتيق من فرنسا - فهي في الواقع من الحرب الأهلية الأميركية القديمة.
تم تجريد الأرضيات من خشب البلوط العريض، الذي كان في السابق ملطخا باللون الأسود ، وتم خلطه لإضفاء إحساس بالخفة كما قام لوس بتزيين غرفة الطعام بسقف ذو تجاويف وجدران أنيقة، في حين تم تعديل الجدران في القاعة الأمامية لتبدو كالحجر.
على الرغم من أنه متخصص في التحف الفرنسية ، إلا أن لوس لم يشرع في إنشاء مسكن فرنسي أصيل. حيث يقول: "أردت أن أفتح المنزل إلى الخارج من أجل إحساس بالخفة ، وهو ما يفعله الفرنسيون بشكل جيد" ، كما يضيف: "لكن البيت الفرنسي الحقيقي يتطلب العمارة الفرنسية. بيتي أميركي ومفروش بالتحف الفرنسية ".
العديد من أثاث المنزل من أصل فرنسي ومنه النادر والعتيق حيث جمعه لوس خلال عمله في هذا المجال منذ عام 1981.
يمتلك لوس أيضًا منزلًا ريفيًا في إقليم دوردوني في فرنسا ، مما يجعله قاعدة له حيث يمشط البلاد للبحث عن القطع النادرة . ومن بين المفضلات التي كان يحتفظ بها على مر السنين: كرسي مستوحى من العصر الروماني من فترة ما قبل نابليون كما تعتبر خريطة إيطاليا التي يعود تاريخها لحوالي عام 1800 من بين التحف النادرة التي يمتلكها.
منذ أوائل الثمانينيات من القرن العشرين ، زود المصمم آن أندروز ، شركة لوس ، بخيارات من المنسوجات وورق الجدران والتشطيبات التي تظهر في الخلفية لمجموعاته من التحف.
تبدو نظرة لوس الباحثة عن الجمال في منزله والتي تعزو إلى ما يقرب من 50 عامًا كجامع للتحف، كما ان العملاء الذين يصطفون بانتظام أمام متجره يكتشفون هذا المستوى العالي من الخبرة. يقول لوس: "إن نشاطي التجاري يستلزم أن أرى ما بالأشياء من جمال أكثر من معظم الناس" "يجب أن تقدم التحف متعة كبيرة للعميل كما تقدمها لي".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :