يجذب منزل "تيهاما 1" الذي يقع قبالة ساحل كاليفورنيا، محبي بيوت الأشجار والانسجام مع الطبيعة، حيث يوفر مخيمًا هادئًا وسط الأشجار في مدينة كارميل. وتؤدي الجدران الحجرية المحكمة إلى سلالم الإسمنت التي تفسح المجال للمنزل الحديث ذو السقف الكابولي المعلق، الذي يعمل كمظلة للمقيمين، وتخلق الواجهة الزجاجية والمداخل الأصغر الإحساس بالمساحات الخارجية والداخلية التي تتدفق بسلاسة.
وتتناغم الأرضيات ذات الخشب الصاج المستصلح، والسقف المصنوع من خشب التنوب، مع انعكاس المناظر الطبيعية عليها. وقالت ماري آن شيكيتانز، مؤسسة ستوديو شيكيتانز الذي قام ببناء المشروع، في حديثها مع صحيفة الإندبندنت، "لقد أسست ستوديو شيكيتانز في عام 2012، بعد العمل مع شركة كارفر لمدة 25 عاما، ثم انتقلت إلى مدينة كرميل من النمسا في عام 1987، ولم يكن لدي سوى أربعة عشر موظفا".
واضافت "يقوم عملنا على دمج المنازل مع البيئة المحيطة، ليس المشهد المادي فقط، ولكن أيضا الطاقة، والبيئة الاجتماعية والنفسية.. أنا اهتم كثيرا بعلوم البيئة، وبالتفكير في دورة حياة جميع المنتجات التي نستخدمها؛ جودة الهواء في الداخل؛ الجانب الصحي من الضوء الطبيعي؛ والطريقة التي يتم بها اختيار اللون الذي يمكن أن يكون له تأثيرا عميقا على تجربة شخص ما، كما اننا أيضا نستثمر في برنامج لييد (رائد مجال الطاقة والتصميم البيئي)، وهو نظام بناء المباني الخضراء في العالم، وفي تنفيذ أحدث التقنيات في مجالات إنتاج الطاقة والتخزين، والحفظ".
وتابعت "نحن نقوم في الغالب ببناء منازل العائلة الواحدة على ساحل كاليفورنيا. وينقسم عملنا إلى ثلاث فئات رئيسية "التجديدات السكنية، والتجديدات الحساسة بيئيا، وهي ممارسة العمل مع المشاريع القائمة من قبل المصممين الأشهر في منتصف القرن الماضي، مثل فيليب جونسون أو تشارلز مور. نحن معروفون بالقيام بكل شيء: الهندسة، والتصميم المعماري، والتصميم الداخلي".
وبسؤالها عن موجز هذا المشروع قالت شيكيتانز "أراد عملاؤنا منزلا تشعر وكأنه ملاذا حقيقيا، ينسجم مع البيئة حوله، بين الداخل والخارج، وبالنظر بعناية في الموقع بأكمله، قمنا باختيار أفضل بقعة للتراس في الهواء الطلق، حيث أرادوا أن يكون هذا المنزل هو المكان الذي يذهبون إليه للتمتع بالهواء النظيف وصفاء الذهن".
وأضافت ما يجعل هذه المساحة فريدة من نوعها، هو المناظر الطبيعية المذهلة للتلال بالجنوب، والغابة المليئة بأشجار البلوط. وعن مصدر إلهامها لهذا المشروع قالت "الغابات القريبة، والصخور الموجودة على طول طريق الوصول، يأتي إلينا بهذا المعنى المتاح بالفعل في الطبيعة إلى اللون البني، والذي تم ربطه بالداخل والخارج، أيضا صممنا المنزل بمفهوم العمارة الحداثية، وربط شكل الهيكلية الأساسية والضرورية، لهذه الأهمية المادية التي تظهر على المناطق الداخلية".
وأوضحت أن هناك بعض المشكلات التي واجهتها عند البدء في المشروع، وأبرزها أن الموقع يقع على الصخور الصلبة والتي استغرقت أسابيع من الحفر للحصول على مساحة تحت الأرض، وأضافت "استخدمنا الصخور لجدران الصخور في المنزل، وقد ربط هذا المشروع مرة أخرى باهتمامي بمزج المنازل الحديثة بالبيئة المحيطة ولكن الحصول على الصخور كان صعبا نوعا ما".
واختتمت حديثها "أريد أن يشعر الناس بمزج الطبيعة والهندسة المعمارية وارتباطهما بعمق؛ مثل الطريقة التي يتم بها تنظيم المنزل، كما أن الموقع يعطيهم طريقة جديدة لرؤية المناظر المذهلة التي ربما يعتقدون أنهم قد شاهدوها من قبل".