في باريس، تكثر العمارات التي تُعرف بطابعها الأوسماني (نسبة إلى جورج أوجين أوسمان (1809- (1891، وهو مهندس وسياسي فرنسي معروف وضع مخطّط باريس في القرن التاسع عشر والمُسمّى بالمخطّط الأوسماني)، وتُعرف بجاذبيّة هندستها، لو أنّها تفتقر إلى الشرفات الخارجّية الواسعة. فمعظم شرفات العمارات الأوسمانيّة صغير للغاية، ولا يسمح لسكّان الشقق بالمتعة بالمناظر الخارجيّة. وقد انتبه المصمّم الفرنسي يواكيم فيدال Joakim Vidal إلى حاجة الناس إلى الإطلالة على المناظر الخارجيّة، خلال الحجر الصحّي الوقائي من "كوفيد_19"، فتصوّر مفهومًا جديدًا يحوّل النافذة إلى شرفة تسمح لسكّان الشقّة بالأكل أو العمل.
أطلق يواكيم فيدال على تصوّره اسم "باراكود"Baracood ، وهو عبارة عن طاولة خارجيّة مصنوعة من خشب الحور، الذي يمتاز بصلابته ونعومته في آن.تُثبّت الطاولة الخشب على أطراف الدرابزين الخارجي للنافذة الفولاذ، بشكل محكم، حتّى تتحمّل أوزان الأشياء التي ستوضع عليها، مثل: أطباق الأكل وقوارير الماء (أو العصير)... تحيط بالطاولة الخشب المطليّة بطلاء خاص يحفظها من الصدأ و الحرارة، شرائح فولاذ خفيفة ومقاومة للصدأ تعلّق بدرابزين النافذة بإحكام، ما يحل دون سقوط ما يوضع على السطح.
وتقول المصمّم فيدال عن عامل الأمان، يجيب عنه قائلًا: "تحمل الطاولة أواني الأكل، مثل: الصحون والكوؤس، كما المزهريّات، شريطة ألا يتجاوز مجموع الوزن 15 كيلوغرامًا"، مُضيفًا أنّ "الطاولة الخارجيّة الخشب لا تتحمّل الجلوس عليها أو وضع طفل صغير عليها". تصاحب "باراكود"، كراسٍ قابلة للفتح والإغلاق تتلاءم مع مقاييس الطاولة الخشب.
العصرنة والعملانيّة
خطوط "باراكود" واضحة وبسيطة، ما يجعل من التصميم يتلاءم مع النوافذ مهما كان شكلها، سواء كانت ذات هندسة عمرانيّة تاريخية٬ مثل: العمارات الأوسمانية بباريس، أو تلك العصريّة. كما يعكس التصميم الاحتياجات الجديدة، ويُساهم في إيجاد حلّ مناسبة للشقّة ذات المساحة الضيّقة، أو المُصمّمة بدون شرفة خارجيّة.
يتلاءم المفهوم والحاجة الجديدة، أي الوقاية من فيروس "كورونا" المستجدّ عن طريق ملازمة الناس منازلهم هذه الأيام.
وقد يهمك أيضًا:
أفكار مبتكرة ومميزة لوضع "سفرة" في شرفة المنزل
اصنع حمام سباحة في منزلك مع أشهر نماذج لها أمام الشرفة