ديتشلينج، قرية إنجليزية مثالية، تحيط بها التلال من جنوب داونز، ويميّزها التراث الغني، ما يجعلها اختيارا مناسبا، ووجهة لزوجين، تفكيرهما فني ويبحثان للانتقال من لندن.
ففي أوائل القرن العشرين، أسس الفنان إريك جيل مجتمعًا إبداعيًا هنا، ويتواصل إرثه اليوم، سواء في متحف ديتشلينج للفنون والحرف، أو في تواجد عدد كبير من الفنانين والحرفيين في المنطقة.
فقبل انتقالهم، عملت كيت شيرمان لساعات طويلة في إدارة معرض شارع كورك، الذي لم يترك لها سوى القليل من الوقت للوحتها المهنية الخاصة، وفي الوقت نفسه، كان زوجها مارتن (مساعد نحات في حينها) حريصا على أن يصبح نجارا.
وقد أثار المنزل فضولهما منذ رؤيته للمرة الأولى، نظرا لحداثته مع تلك النوافذ الضخمة والأرضيات البلوط والمدفأة الحديثة الجريئة. ولكن مثل هذا العدد الكبير من المنازل، ينقصها الصيانة والتحديث، وهو ما كان صعبًا ماليًّا لكيت ومارتن، إلا أنهما استطاعا فعل هذا بأقل التكاليف ووعي بيئي أيضا.
السمة المميزة للمنزل هي النوافذ المعدنية الخاصة بها، فقد أزالوا جميعها، وجردوه من جهة، وأضافوا أبوابا عتيقة تتماشى مع المنزل. وكان عملهم الهيكلي الوحيد هو فتح غرفة المخزن لإنشاء مطبخ كبير.
في أشهر الصيف، تقضي الأسرة الكثير من وقتها على الشرفة، التي بناها مارتن، واستلهمها من إقامتهما في كوستاريكا، حيث هناك المساحات الخارجية التي هي سمة هامة من سمات معظم المنازل.
وقد لونا البيت باللون الأبيض ويتضمن الأثاث خليطا من القطع التي صنعها مارتن، ومجموعة رائعة من كلاسيكيات إركول. أما المطبخ فباللون الأخضر، ومازال لديه الخزائن الأصلية جنبا إلى جنب، مع الطاولة المقتبسة من مختبر العلوم.
النقطة المحورية في المنزل هي فن كيت المعلّق على الجدران، وهذا رائع، لأن المنزل لديه فسحة واسعة من الضوء الطبيعي ومساحات كبيرة من الجدران، وكذلك التجاويف الصغيرة، لذلك يفسح المجال بشكل جيد لتعليق لوحات، كما تقول.
وقد أنشأ مارتن ورشة نجارة له في المرآب، أما كيت فحولت الاسطبل إلى استوديو، حيث تعمل بجهد عندما يكون الأطفال في المدرسة، في حين أن شغفها الآخر هو العمل في حديقة المنزل الإنتاجية.
كما تظهر بساطة المنزل، مع يتجول الدجاج بين أشجار الكمثرى والتفاح، في حين أن الخصوصية التي يوفرها السياج يعطي فرصة، في فصل الشتاء، لمناظر رائعة لداونز.