يُعتقد أنه حتى عام 1970، كانت قبيلة "كورواي" الغامضة في جنوب شرق "بابوا"، "غينيا الجديدة في إندونيسيا"، غير مدركة لوجود أي أشخاص آخرين على وجه الأرض، يعيشون في أماكن بعيدة جدا، يجلسون في ظل الأدغال الأقل استكشافاً في العالم. وتُعرف القبيلة ببيوتها المميزة التي تبنى فوق الغابة على ركائز متينة، صُممت لتجنب هجمات العشائر المنافسة التي تهدف إلى الاستيلاء على الناس، من أجل العبودية أو حتى أكل لحوم البشر، والتقط المصور "إريك باسيغا" صور واضحة للقبيلة أثناء زيارته لهم، ويُعتقد أن هناك حوالي 3000 فرد في القبيلة.
وتتبع قبيلة "كورواي" الإيمان بالتقاليد القديمة، والأساطير والقصص الشعبية والأقوال والسحر حتى يومنا هذا، ويعتقدون أن أسلافهم الأموات يمكن أن يعودوا إلى الحياة في أي وقت، ويُقال إن بعض العشائر تخشى الغربيين، حيث لم يروهم من قبل، ويطلقون على الغرباء "أشباح الشياطين".
وكان أول اتصال موثق مع العالم الغربي عندما التقى مجموعة من العلماء بأفراد من إحدى العشائر في آذار/مارس 1974، وفي أيار/مايو 2006، قاد المرشد السياحي والمراسل "بول رافائيلي" طاقم تلفزيون استرالي للقاء القبيلة، وادعى الطاقم أنهم اقتربوا من رجل أخبرهم أن ابن أخيه البالغ من العمر ست سنوات، قد تم اتهامه بأنه طبيب ساحر وكان في خطر التعرض لأكل لحمه.
وفي مقال لـ "سميثسونيان"، قال "رافائيلي"، "كورواي" من بين عدد قليل جدا من القبائل التي يُعتقد أنها تأكل لحم الإنسان، "معظم قبائل "كورواي" لا تزال تعيش مع قليل من المعرفة عن العالم خارج وطنهم، وغالبا ما يحدث الخلاف مع بعضها البعض. ويقال إن بعضهم يقتلون ويأكلون السحرة الذكور الذين يطلقون عليهم اسم "خاخوا"، ولكن يشتبه علماء الأنثروبولوجيا في أن عشائر "كورواي" لم تعد تمارس أكل لحوم البشر.