استغرق الأمر لأوسمان كينت وزوجته سو بروتون، أقل من أسبوعين، لإدراك الأهمية التاريخية لمنزلهما الجديد في مقاطعة سوراي في الجنوب الشرقي من إنكلترا، ويقول كينت: "في عطلة نهاية الأسبوع الثاني بعد أن انتقلنا إلى منزلنا الجديد، جاء الكاهن الكاثوليكي المحلي، قائلًا بأنّها الذكرى الـ200 للكاثوليكية في المنطقة، وكانت سيدة هولندا الأولى راعية للكاثوليكية، وطلب مني أن أسمح له بعقد احتفالًا في الحديقة، ومن هنا أدركت أنا وزوجتي أهمية المكان وتاريخه"، مضيفًا "بالطبع لن تتقبل كل العائلات استضافة مجموعة من الرعية في منزلهم الجديد بين أكوام من صناديق وألعاب ثلاثة صبية تحت سن العاشرة، لكن ذلك اليوم من العام 1997 اكتشفنا أنّ منزل سانت آن الذي اشتريناه، المدرج ضمن مباني الدرجة الثانية في بريطانيا، كان مقر إقامة الصيف لسيدة هولندا الملكة إليزابيث فوكس، والتي دفنت أسفل التل، جنبًا إلى جنب مع المنزل الهولندي في حيّ كنسينغتون في إنكلترا، وقد تمّ زرع نبات الأضاليا في المملكة المتحدة في فناء المنزل".
يُشار إلى أنّ المنزل عبارة عن جزأين، الأول بناء من اللون الأحمر التوسكاني،على شكل حرف L، له سقف أسود ونوافذ كبيرة، أمّا الجزء الثاني فيبعد 50 قدمًا عن الأول، وهو عبارة عن مبنى دائري أبيض معاصر بني في الثلاثينيات، بثلاثة طوابق ويتكوّن من الزجاج على كامل ارتفاعه.
تعود سجلات التركة إلى عام 1728، وانتقل المنزل، على مدى العقود التالية، إلى ملكية اللورد تشارلز سبنسر، ثم إليزابيث أرميستيد، التي كانت فتاة ليل سابقة في لندن، ثم وصلت إلى صفوف المجتمع المرتفع، وكانت محسوبة بين العديد من رعايا الأمير ويلز، الذي أصبح جورج الرابع، كما أصبحت فيما بعد عشيقة تشارلز جيمس فوكس، وهو رجل دولة بارز في حزب الأحرار البريطاني وقد عمل عام 1780 كأول وزير خارجية في بريطانيا.
ولا يخفى أنّ علاقتهما كانت من أكثر المسائل المثيرة للجدل في هذا الوقت، حيث أنّ أرميستيد وفوكس كانا يحبان بعضهما البعض بجنون وعاشا معًا بهدوء في سانت آن، إلى أن دخل فوكس في علاقة مع ابنة مؤسس بنك اسكتلندي توماس كوتس، لكنه عاد وتزوج من أرميستيد في مراسم سرية في عام 1795، وتوفي بعد أكثر من عقد من الزمان، وتركها لتعيش ما تبقى من حياتها في سانت آن، وكانت شخصية محبوبة، تقوم بأعمال الخير في المجتمع المحلي، وانتقلت الملكية، بعد وفاتها، إلى ابن شقيق فوكس، هنري فاسال، حيث أدخلت زوجته نبات الأضاليا على المملكة المتحدة، وبحلول عام 1910، كان المنزل مملوكًا من قبل السير ألبرت روليت، وهو سياسي قدم مشروع قانون خاص لصالح حق المرأة في الاقتراع الذي فشل فيما بعد، وانتقل المنزل في العشرينات، إلى الصحفي السير ويليام بيري، الذي كان آنذاك مالك صحيفة ديلي تلغراف وصحيفة صنداي تايمز وفايننشال تايمز.
وتمّ شراؤه، في الثلاثينات، من قبل السمسار جيرالد شليزنغر، بناءً على توصية من شريكه، مهندس المناظر الطبيعية كريستوفر تونارد، وحصل شليسنجر على المنزل وكلّف المهندس المعماري الشهير السير ريمون ماكغراث، لبناء التحفة الحديثة الموجودة اليوم وقد وصفه السيد ريمون بأنه "أكثر تصميم طموح للديكور الداخلي في إنكلترا".
تم بناء المنزل مع ميزة أنشأت خصيصًا لأصحابه، وهي عبارة عن غرفة نوم رئيسية خفية يمكن تقسيمها إلى قسمين، مع سرير في المنتصف، وأبواب خفية سمحت للزوجين بالإبقاء على علاقتهما، غير القانونية، أن تظل سرية.
وسقط البيت قبل الثمانينات، في أيدي عازف الغيتار الرئيسي في روكسي ميوزك فيل مانزانيرا، الذي حول البيت الأحمر إلى استوديو موسيقي، ومزجه بالتصميم الحديث، حيث أنّ استوديو الموسيقي والحديقة كانا من الأسباب التي جذبت أوسمان وسو إلى شراء المنزل قبل 20 عامَا.
يذكر أنّ أوسمان، هو رجل أعمال أسس شركة رائدة في مجال رسومات الكمبيوتر 3DLaps، وكان يحتاج إلى مكان للعمل على مزاولة شغفه الحقيقي في المملكة المتحدة، موضحًا بقوله: "لدينا ثمانية فدادين من الأرض الخصبة، لذلك كانت سو التي تعمل مصممة حدائق لديها الفرصة لوضع خبراتها فيها، وفي النهاية أصبح لدينا منزل عائلي غير عادي".