للإضاءة وظائف عدة في "ديكورات" المنزل؛ فهي تُساعدنا في رؤية الأشياء وتمييز الألوان، ولذا لا تظهر جماليَّة "الـ"ديكورات" من دون حضور إنارة جيِّدة تُساهم في إعطاء هويَّة خاصَّة للمساحة، وتُساعد في ترجمة أفكار المصمِّم والمالك بوضوح.
تُساهم الإضاءة في لفت النظر إلى شيء معين يريد المالك إظهاره في مسكنه. ولذا، يدعو بو ضومط إلى ضرورة إيلاء هذا العنصر أهميَّةً، من دون أن يعني ذلك الابتذال في توظيفه، ومن بين أدوار الإضاءة أيضًا، عكس مشاهد مختلفة في مساحة محددة حسب الأوقات المتفاوتة، سواء نهارًا أم ليلًا، ما يستدعي نشر الإضاءة في أماكن عدَّة من المساحة، من دون تثبيتها حصرًا في السقف.
وكذلك، من وظائفها إيصال فكرة معيَّنة، مثلًا: يُمكن تثبيت وحداتها في الأرض للشعور بالسيطرة على المساحة، أو وضع لمبة فوق كرسي القراءة، أو توزيعها في أماكن مختلفة كالجدران والسقف والأرض، ما يمنح المالك شعورًا بالراحة المطلقة، فيُخيَّل إليه كأنَّه يدخل إلى الضوء ولا يسير تحت وهجه، كما درجت العادة.
علمًا بأن بثَّ شعور محدَّد من خلال الإضاءة أو استخدامها للخدع البصريَّة ممكن. مثلاً: لمنح السقف علوًّا أكثر، لا بدّ من تسليط الضوء عليه من الأسفل.
كيفيَّة توزيع الاضاءة في "ديكورات" المنزل؟
في المطبخ: ثمة خياران من الإضاءة، تلك الخفيفة، كما القويَّة. وفي هذا الإطار، لا بُدَّ من أن تحظى هذه المساحة بكمٍّ كافٍ من الإضاءة، خصوصًا فوق أسطح العمل لتوفير الرؤية الواضحة لربَّة المنزل وتمكينها من تمييز الاطعمة والقطع المُستخدمة أثناء الطهي. وفي الوقت عينه، يجب أن تتمتَّع السيِّدة بخيار التحكُّم في حدَّة الإضاءة، أي تخفيفها خلال فترة الاستراحة، أثناء شرب كوب من العصير أو تتاول الوجبات الحفيفة، مع الحرص على تجنُّب استعمال الضوء الأزرق أو الأبيض، الضوء الذي يضفي جوًّا باردًا على المساحة، بخلاف ذلك الأصفر الذي يضفي شعورًا بالدفء.
في مساحات الاستقبال: تتبع الإضاءة لعبة مهندس الديكور الفنيَّة في مساحات الاستقبال، وذلك بعد التعرُّف إلى حاجات المالكين. فهو يُنشئ "سينوغرافيا" ضمن هذه المساحة تُشبه "سينوغرافيا" المسرح، لكنَّ الأبطال الذين سيؤدون الأدوار هم أصحاب البيت وليس الممثِّلين، أي أن ثمة قصة يرغب أصحاب المنزل في قصِّها من خلال مساحاتهم، أي إضاءة زاوية مُعيَّنة، أو قطعة بعينها، مع تجنُّب أن ينبع الضوء من السقف حصرًا. وإذا لم تُرصد ميزانيَّة لإضاءة الجدران و/أو الارضيَّة، يُمكن استعمال السقف لتثبيت إضاءة منخفصة. علمًا بأن الثريا يمكن أن تعلو عن الأرضية 40 سنتيمترًا.
في غرف النوم: على غرار المطبخ، ثمة خياران من الإضاءة، تلك الخفيفة، كما القويَّة. وفي هذا الإطار، يُنصح بتثبيت وحدات الإضاءة القويَّة في منطقة تبديل الملابس لاختيار ما نريد منها، شريطة أن لا تؤثِّر على ألوان الملابس. كذلك، يستحسن تثبيت إضاءة "إل اي دي" داخل الخزانة أو أمامها. ومن المُفضَّل اختيار الإنارة التي تحاكي ضوء الشمس، بعيدًا عن تلك المائلة إلى اللونين الأزرق والأحمر. أمَّا ضمن ركن النوم، فيجب أن ننعم بإضاءة، مع ضرور أن يحظى كل فرد من الثنائي في غرفة النوم الرئيسة بمساحة مستقلَّة تُحافظ على خصوصيته، يتمُّ فصلها عن الأخرى بواسطة الاضاءة، وبذا يتمكن في التحكم بمستوى الإضاءة بدون إزعاج الآخر.
في الممرَّات بين الغرف: يُمكن توجيه الإضاءة على القطع إن وجدت، كمكتبة أو صورة مُعلَّقة على الجدار بهدف إبرازها. عمومًا، لا بد من إضاءة الممرِّ بشكل كاف لتسهيل عملية المشي بدون تعثر.