اكتشف الأطباء أنّ نوبات الصرع الصامت، "الصرع الغيابي"، هو علامة لظهور مرض الخرف العقلي "ألزهايمر"، وذلك من خلال دراسة علمية من شأنها أن تقدم علاجات جديدة إلى الملايين من المرضى، حيث يبدأ هذا المرض المدمّر بنوبات تتأصّل في بنية الذاكرة الرئيسية للدماغ، والمعروفة باسم منطقة "الحصين"، وهو ما أوضحه مسح خاص للدماغ.
ورُصدت هذه الظاهرة لأول مرة في عينات للفئران منذ 10 أعوام، وتمكّن الأطباء في كلية "بايلور" للطب من رصد أنماط الدماغ ذات الاختلال الوظيفي في مريضين عن طريق استخدام أسلاك دقيقة لوضع الأقطاب الكهربائية في مناطق عميقة من أدمغتهم، وأطلق الباحثون اسم "النوبات الصامتة" على تلك الأعراض المرضية لأنها لا تسبب تشنجات ولا يتم الكشف عنها بواسطة عمليات مسح الدماغ العادية، وبيّن الباحثون أن هذا الاكتشاف العلمي قد يؤدي إلى علاجات جديدة للمرض.
وذكر أستاذ علم المخ والأعصاب في المعهد، الدكتور جيفري نويبلز، أنّه "منذ حوالي 10 أعوام، فُوجئنا بالعثور على "النوبات الصامتة" في عينات الفئران المصابة بمرض الزهايمر، عندما قمنا بقياس النشاط الكهربائي للدماغ في هذا الحيوان، اكتشفنا التفريغ غير طبيعي للشحنات الكهربائية في الدماغ مع وجود نمط يشبه نوبات الصرع"، مضيفًا أنّ "الفئران، ومع ذلك، لم يظهر لديها تشنجات، ونعتقد بأن هذه النوبات الصامتة سريريا في المناطق العميقة من الدماغ يمكن أن تؤدي إلى مشكلات في الذاكرة".
وأدخل الأطباء أقطابًا في اثنين من أدمغة المرضى البشريين عبر شقوق صغيرة في جماجمهم، ومن ثم تمكّنوا من رصد "النوبات الصامتة والواضحة التي لم يتم الكشف عنها من خلال طرق مسح الدماغ القياسية، والمعروفة باسم فحص التخطيط الكهربائي للدماغ، يمكن أن تؤدي النوبات غير المصاحبة للتشنجات إلى علامة إنذار مبكرة في غالبية مرضى الزهايمر، ممن لديهم شكل متقطع من هذا المرض.
وأضاف الدكتور نويبلز أنّ "هذا العمل الذي أجريناه على اثنين من المرضى يثبت مفهوم أن" النوبات الصامتة "يمكن أن تحدث لدى المرضى ممن يعانون من مرض الزهايمر"، وكشف زميله الدكتور أندرو كول، أنّ النوبات يمكن أن تسهم في العملية التنكسية الكامنة وراء مرض الزهايمر أو تسرّع منها، من المثير للغاية أننا انتقلنا من مرحلة ملاحظة نماذج الفئران المهندسة وراثيًا لمرض الزهايمر إلى عينة لنفس الظاهرة في المرضى الذين يعانون من مرض الزهايمر والذي تم التحقق منه، هذه خطوة حاسمة نحو فهم أفضل للخلل الشبكي في المرض ولفتح نافذة على النهج العلاجي الجديد لهذا المرض الشائع".
وأفادت الطبيبة المشاركة في إعداد التقرير الطبي، أليكا غولدمان، أنّه "من خلال وجهة النظر الطبية، أعتقد أن هذا العمل لفت انتباهي نحو الحاجة إلى النظر بعمق في حالة مرضانا من أجل تحسين نوعية حياتهم وكذلك نوعية رعايتهم"، وأشارت كلية بايلور للطب إلى أن هذا الاكتشاف يوفر فهمًا أفضل لمرض الزهايمر ويمكن أن يؤدي إلى علاجات جديدة لهذا المرض المدمّر.