ربط مجموعة من العلماء أنَّ تراكم الكثير من السكر في أجزاء من الدماغ تؤدي إلى الإصابة بمرض الزهايمر، ولأول مرة، وجدوا صلة بين المستويات العالية من الجلوكوز في الدماغ وأعراض المرض، حيث تقوم أدمغتنا بتكسير الجلوكوز – وخصوصًا السكر في شكله الأساسي - لتوفير الطاقة لجعل الأدمغة تعمل.
ويُعاني الناس الذين كانت أدمغتهم أسوأ في تكسير الجلوكوز من تشابكات ولويحات أكثر في الدماغ، وهي السمة المميزة للمرض، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين كانت أدمغتهم أقل كفاءة في تحطيم الجلوكوز يعانون من أعراض خرف خارجية أسوأ - مثل فقدان الذاكرة - المرتبط بمرض الزهايمر، في حين أن هذه الدراسة لا تزال في مرحلة مبكرة، وليس من الواضح لماذا يُعتبر الأدمغة السيئة في تكسير الجلوكوز تسبب الكثير من التشابكات في الدماغ.
ودرس الدكتور ماداف ثامبيسيتي، في المعهد الوطني للشيخوخة في الولايات المتحدة في عينات أنسجة المخ لتشريح إحدى الجثث التي استخدمت في دراسة بالتيمور الطولية للشيخوخة، وهي جزء من مشروع بحثي يتتبع الظروف الصحية للناس على مدى عدة عقود، وركز على مناطق الدماغ المعرضة لتجمعات التشابكات – وخصوصًا في القشرة الأمامية والصدغية – والتي تساهم بشكل كبير في الذاكرة واللغة.
كما أن الدراسة بحثت في المناطق التي تقاوم هذه الميزات، مثل المخيخ الذي يتعامل مع الحركة والعضلات والنشاط العضلي، ووجد الباحثون أن هذه التجمعات تكون أكثر حدة وتركيز في الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر، والذين لديهم مشاكل في تكسير الجلوكوز لإنتاج الطاقة - وهي عملية تعرف باسم التحلل.
وارتبط معدل أبطأ من تحلل السكر وارتفاع مستويات الجلوكوز في الدماغ مع لويحات أشد وتشابك في أدمغة الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض، وكانت عملية التحلل الأسوأ في الدماغ مرتبطة أيضًا بأعراض الزهايمر مثل مشاكل الذاكرة، وقال ريتشارد هوديس: "لبعض الوقت، قد فكر الباحثون حول الروابط المحتملة بين كيف يتعامل الدماغ مع الجلوكوز والزهايمر، وهذه الدراسة تنطوى على التفكير الجديد حول كيفية التحقيق في هذه الروابط في البحث المكثف لطرق أفضل وأكثر فعالية لعلاج أو منع مرض الزهايمر".
ووجد الباحثون أيضًا أن الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر لديهم معدلات أقل من الإنزيمات المستخدمة لكسر الجلوكوز، وانخفاض مستويات بروتين يسمى GLUT3 التي تنقل الجلوكوز في خلايا المخ، وبالإضافة إلى ذلك، اكتشفوا أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات السكر في الدم في الأعوام التي سبقت موتهم كانوا مرتبطين بمستويات أعلى من الجلوكوز في الدماغ عندما ماتوا.
وكشف الدكتور ثامبيسيتي: "تشير هذه النتائج إلى آلية جديدة التي يمكن أن تستخدم في تطوير علاجات جديدة لمساعدة الدماغ على التغلب على عيوب التحلل في مرض الزهايمر"، مضيفًا أن الدراسة لم تدرس مباشرة ما إذا كان تناول مستويات عالية من السكر قد يكون فكرة سيئة لدى الأشخاص الأقل قدرة على معالجة الجلوكوز.