وفقا لدراسة أجرتها مدرسة الطب في جامعة واشنطن، أن غالبًا ما ينظر إلى الناس الذين يصابوا بعدوي باستمرار على أنهم ضعفاء صحيًا، لكن الأبحاث الجديدة تشير إلي أن أجهزتهم المناعية ستكون أقوى في وقت لاحق، حيث أن الأمراض المستمرة تعمل على تدريب الجسم بشكل أساسي، وبناءا على ذلك ففي نهاية المطاف يصبح لدي الجسم جهاز مناعي طويل الأجل.
يقول الخبراء ان النتائج تظهر الحاجة الي تلقيح طويلة الأمد باستمرار لتتفادي آثار العدوى، لكن العلماء ليست لديهم أي فكرة عن كيفية قيام ذلك دون التسبب في تفشي العدوى، ويركز البحث الذي نشر اليوم في دورية الاكاديمية الوطنية للعلوم، على داء الليشمانيات كمثال على ذلك. يعد مرض الليشمانيا، مرض استوائي يقتل عشرات الآلاف من الناس كل عام، ويسببه طفيل.
ووجد الباحثون أن عملية التذكير المستمر للجهاز المناعي بطبيعة الطفيل الذي يسبب داء الليشمانيات، سوف يساعد ذلك على تنبيه النظام المناعي، يجعله في حالة تأهب ضد المواجهات الجديدة، ويعتقدون أن ذلك سيكون الشيء نفسه بالنسبة لجهاز المناعة مع البكتيريا المسؤولة عن مرض السل أو الفيروسات التي تؤدي إلى الهربس والجديري.
قال الدكتور ستيفن بيفرلي، ومارفن برينيك أستاذ علم الأحياء الدقيقة الجزيئية أن الناس قد يفكر في دور جهاز المناعة في العدوى بسبب مسببات الأمراض التي تُبعث من أجل حماية الجسم من الأمراض، حيث يجري باستمرار تحفيز الجهاز المناعي.
أضاف الدكتور مايكل مانديل أن هناك الكثير من مسببات الأمراض التي تسبب التهابات مستمرة، ولكن تلك العملية نوعا من الصندوق الأسود. لا أحد يعرف حقا ما يحدث خلال العدوى المستمرة وسبب ارتباطها بالجهاز المناعي .
ولمعرفة ذلك درس كلا من مانديل وبيفرلي الليشمانيا، وهو مجموعة من الطفيليات التي تسبب تقرحات في الجلد ويمكن أن تصيب الأعضاء الداخلية. جدير بالذكر أن ما يقدر بنحو 250 مليون شخص مصابون في جميع أنحاء العالم بذلك الطفيل و12 مليون لديهم المرض في حالة نشطة.
من الممكن أن يسبب المرض تشوهات بل ومن الممكن ان يودي الي الوفاة، لكن بمجرد إصابة الشخص بالعدوى، فإنه يحصل على حماية من الإصابة بالمرض مرة ثانية، أو بعبارة أخرى، أن تلك العدوى تمنحه مناعة طويلة الأمد.
أظهرت دراسات على الفئران أن إزالة الطفيل بشكل تام في كثير من الأحيان يجعل الحيوانات عرضة لنوبة أخرى من المرض، استخدم الباحثون في دراسة الفئران، علامات الفلورسنت لتمييز أنواع مختلفة من خلايا فأر، ووجد أن معظم الطفيليات التي تعيش في الخلايا المناعية قادرة على قتل الطفيليات الاخري التي تهاجم الفأر.
واضاف الباحثون أن الخلايا المناعية التي تأوي الطفيليات هي المسؤولة عن قتل مسببات الأمراض وتفعيل استجابة مناعية أقوى، فمن خلال هذه العملية يعتقد الباحثون أن العدوي تكمن وراء المناعة طويلة الأمد.
قال الدكتور مندل" يبدو أن الذاكرة المناعية لدينا تحتاج إلى من يذكرها أحيانا". حيث أن تلك الطفيليات الثابتة تحفز باستمرار الجهاز المناعي، وتبقيه دائما على استعداد لأي مواجهات جديدة مع الطفيل. تشير هذه النتائج إلى أن هناك فوائد فضلا عن مخاطر الإصابة المستمرة. واضاف ان الانسان بحاجة الي حماية ضد العواقب المرضية للمرض، وليس بالضرورة الي حصانة منه.