أكدت دراسة علمية حديثة أن مشروبات الريجيم "منخفضة السعرات"، تقلل فرص السيدات في الحمل عبر التلقيح الصناعي، مؤكدة أن النساء التي تفرط في السكريات الصناعية أو بدائل السكر في المشروبات الساخنة، يتسبب لهم ذلك في ضعف التبويض وتكوين الأجنة، وبينما يسود الاعتقاد بأن تناول المحليات الصناعية أفضل على الصحة من تناول السكر، إلا أن كليهما ظهر خطره على عملية تكوين الأجنة، وتم التوصل لاحتمالية حدوث تشوه واحد على الأقل بسببها.
وأجريت الدراسة على السيدات اللائي يخضعن لعلاج الخصوبة في إحدى عيادات التلقيح الصناعي، وتم تقديمها إلى مجلس المجتمع الأميركي لطب الصحة الإنجابية في مدينة "سيتي لاك"، حيث تم سؤال 524 سيدة عن عاداتهم الغذائية، وما إذا كن يتناولن مشروبات "الريجيم" – منخفضة السعرات – ويحلون القهوة في كل من السكر والمحليات الصناعية. وعلى مدار العامين يبحث الباحثون في 5548 خلية تبويض، أخذت من سيدات يخضعن لعلاج الخصوبة، وكانوا يراقبون أي مظهر من مظاهر الخلل الحاضرة أو الغائبة في البويضة، كذلك كانوا يراقبون ما يحدث للبويضة بعد تخصيبها بالحيوانات المنوية، لتكوين الجنين في اليوم الثاني والثالث للحمل.
ووجدوا أن اللائي يشربن مشروبات محلاه بالسكر أو ببدائل الريجيم، أكثر عرضة لإنتاج بويضات مشوهة.
وكذلك كانت أجنة أولئك النساء عرضة لحدوث التشوهات، وذات فرصة أقل للإخصاب الناجح في الرحم. وكتب فريق الباحثين - الذي تولى قيادته "د/غابريلا هالبرن" جمعية طب الخصوبة في البرازيل – في مخلص البحث "أن الغالبية العظمى من الناس تعتقد أن المحليات الصناعية أفضل للصحة من السكر الطبيعي، ولا تعي بالخطر الكامن وراء الوعود بتخفيض السعرات الحرارية للمأكولات والمشروبات، ويجب أن يوعي الأطباء المرضى بالتأثيرات السلبية للسكر والمحليات الصناعية لنجاح المساعدة على الإنجاب".
وكشف "د/ آدم بالين"، رئيس رابطة الخصوبة البريطانية، أنها دراسة مهمة جدًا تؤكد أن الوعود الكاذبة الخاصة بالمحليات الصناعية الموجودة في المياه الغازية، والتي يتم إضافتها للمشروبات الساخنة مثل القهوة، ربما تحمل تأثيرًا جوهريًا قدرة وقوة الخصوبة في بويضات المرأة، وهو ما يمكن أن يمتد تأثيره على الحمل".
وأضاف "هذه النتائج ذات صلة وثيقة وأهمية بالغة في مجتمعنا، ويتوجب أن يكون هناك تدقيق على الإضافات التي توضع على الطعام، وإتاحة معلومات أوفر للعامة وبالذات هؤلاء الذين يرغبون في الحمل، وتكون البيئة التي تتطور فيها البويضة شديدة الحساسية للمؤثرات الخارجية، ولا يجب أن تستهين بالأثار المحتملة لإضافات الطعام على الصحة الإنجابية، حيث يجب على الزوجين "الرجل والمرأة"، الذين يرغبون في الإنجاب أن يكونوا على وعي بأهمية الصحة الغذائية". إلا أن "د/ريتشارد شاربي" – قائد الفريق البحثي للصحة الإنجابية لدى الرجال في جامعة إدنبره، قال "ربما كان ذلك بسبب معاناة المرأة التي تتناول المشروبات بالمحليات الصناعية من السمنة، ومحاولتها التحكم في وزنها"، وبدا متشككًا جدا في صحة إدعاء الدراسة.
وأوضحت "كاثرين كولينز"، أخصائي التغذية والمتحدث الرسمي باسم جمعية التغذية البريطانية، قائلة "رغم احتمالية وجود العلاقة إلا أن الجزم بوجود مسبب لا ينتج عن معلومات غذائية محدودة، فالمرأة البدينة تُنصح بتخفيض وزنها لزيادة الخصوبة، والمحليات الصناعية يستخدمها أصحاب الوعي الصحي للتحكم في السعرات الحرارية التي يتناولونها، والمصابين بالبدانة الذين يرغبون بإنقاص وزنهم".
وتابعت "لم يقدم هذا الملخص أي دليل قاطع على أن السمنة عامل سلبي "مربك"، التأثير على كفاءة البويضة، فيما عدا أن النساء الذين يعانون من متلازمة تكيس المبايض "PCOS"، والتي ترتبط مباشرة بزيادة وزن الجسم، وتُعرف بتأثيرها على كفاءة التبويض، والفشل في تحديد هذا العامل المربط نقطة ضعف كبيرة، والأمر الثاني أنه تمت ملاحظة الزيادة في استهلاك المشروبات الغازية، ولم تلاحظ الكمية المستهلكة، فلو كانت هناك علاقة بين أي نوع من أنواع المحليات الصناعية وكفاءة البويضات، يفترض أن تكون علاقة جرعات، فلم تحدد المعلومات المقدمة لا حجم وحدات السكر ولا مرات تكرار شرب المياه الغازية، فلا يمكنها أن تمدنا بمعلومات قاطعة بكمية المحليات التي إذا استهلكتها النساء ستؤثر على خصوبتهن".
وفي النهاية، لو كنتِ حريصة على أن تصبحي حامل، فإنا مقاطعة السكر من مشروباتك ستساهم بفاعلية في تقليل السعرات التي تأخذينها والتحكم في سكر الدم، فهذه الدراسة لا تقدم دليلًا قاطًعا على أن المحليات الصناعية تشكل خطرًا إذا وجدت أن الإقلاع عن وضع المحليات في مشروباتك أمر صعب.