كشفت دراسة حديثة في كلية دبلن الجامعية في أيرلندا، أن هناك صلة مباشرة بين مستويات فيتامين "د" عند الأب قبل الزواج، وبين طول ووزن أبنائهم في الخامسة من عمرهم، حيث أكد الخبراء أن الرجال الذين يتمتعون بمستويات جيدة من فيتامين "د" في أعوام ما قبل الزواج، ينجبون أطفالًا أصحاء ويتمتعون بنمو طبيعي لأجسامهم، في حين أظهرت الدراسات السابقة، أن تناول الأمهات فيتامين "د" قبل الحمل يؤثر على صحة الطفل.
وقام الباحثون بتحليل بيانات 213 من الأباء المنجبين للأطفال، في دراسة "مدى الحياة عبر الأجيال"، وهي قاعدة بيانات طولية فريدة في أيرلندا، عندما كان الأطفال في عمر الخامسة والتاسعة، وقد أجروا استبيانًا لتقييم عدد من العوامل، شملت: عمر الأب، ومدى استهلاك الطاقة، والوزن، وعمر الأم، وقياس نسبة فيتامين "د" لكلا الوالدين، كما قاموا بمعرفة جنس الطفل، وعمره، ونسبة فيتامين "د"، واستهلاك الطاقة، والنشاط البدني في عمر الخامسة.
وبعد فحص البيانات، وجد الباحثون، أن تناول الأب لفيتامين "د" قبل الزواج أثر بشكل مباشر على طول ووزن طفله في الأعوام الأولى من عمره، فكان بمثابة نقطة حاسمة لنمو جسم الطفل، وقد تفاجئ العلماء، بعد أن وجدوا أنه ليس هناك أي ارتباط بين تناول الأم لفيتامين "د" خلال الثلث الأول والثاني من الحمل، كما أنه لم يؤثر على وزن وطول أطفالهم في عمر الخامسة والتاسعة، كما وجدوا أن هناك عوامل أخرى عززت طول الطفل وقوة عضلاته - مثل امتصاص جرعة صحية خاصة به من فيتامين د.
ويعد التعرض لأشعة الشمس أمرًا أساسيًا بالنسبة للجسم لإنتاج فيتامين "د"، لذا أخذ الباحثون في الحسبان، عدد الساعات التي أمضوها الأطفال خلال خمسة أعوام في اللعب خارج المنزل خلال فصل الصيف، ووجدوا أن قضاء ثلاث ساعات أو أكثر يلعبون في الهواء الطلق خلال عطلة نهاية الأسبوع كان مرتبطًا بزيادة الطول في عمر الخامسة.
وتوصلت الدراسة إلى أن "تناول الأب فيتامين "د" قبل الزواج كان له تأثيرًا إيجابيًا ومستقبلًا مرتبطًا بطول ووزن أبنائه في عمر 5 أعوام، بغض النظر عن خصائص الأم، مما يستحق المزيد من البحث عن المسارات الغذائية الأسرية"، وأضافوا: "أحد أسباب ذلك هو أن الوضع الغذائي للأب قد يؤثر بطريقة أو بأخرى على صحة وجودة ووظيفة الخلايا الجرثومية، التي تشارك في التكاثر وعملية النمو"، وهكذا، فإن تغذية الأم قد لا تكون العامل الرئيسي الوحيد في نمو أطفالها وتمتعهم بصحة جيدة".