تسبب عقاقير الحموضة، التي توصف لملايين من الناس من قبّل الخدمات الصحية الوطنية، أثرًا بين الشباب، وتصيبهم بالعقم، فمن هم في سن 20 و30 عامًا، ويتناولون عقاقير أمثال "زانبرول"، و"بريفاسيد"، و"بريلوسيك"، لأكثر من 6 أشهر، هم أكثر عرضة لانخفاض عدد الحيوانات المنوية بثلاث مرات، ضعف الرجال الذين لا يتناولون هذه الأقراص.
وفي العام الماضي، كان هناك حوالي 55 مليون وصفة طبية، لمثبطات مضخة البروتون في بريطانيا وحدها، وتعمل هذه العقاقير على تقليل كمية الحمض الذي تفرزه المعدة، والذي يسبب الحموضة المعوية، ومعظم هذه الأدوية ما هي إلا مجرد وصفات فقط، حيث يمكن شراؤها من الصيدليات دون وصفة طبية.
والبحث الذي أجراه مختصين في المركز الطبي لجامعة ايراسموس في روتردام، يعدّ هو الأحدث من نوعه، ويسلط الضوء على الآثار الجانبية المحتملة للعقاقير، مع وجود ارتباط في الفترة الأخيرة، بزيادة الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية وضرر للكلى، وتناول مثبطات ضخ البروتون، لا يجب أن يدوم لأكثر من 4 أسابيع في كل مرة، ولكن كثير من المرضى يستمرون في تناوله لشهور أو حتى لأعوام.
ووجد الباحثون في الجامعة أن الرجال الذين يتناولون عقاقير الحموضة المعوية، لمدة تقل عن 6 أشهر يكون لديهم في الغالب حيوانات منوية سليمة، مقارنة بالذين يتناولونها لفترة أطول، وتتضاعف عرضتهم للانخفاض الحاد في عدد الحيوانات المنوية بثلاث مرات، وكشفت الاختبارات أيضًا عن هؤلاء الرجال، ويكون لديهم مستوى أقل من الحيوانات المنوية القادرة "السباح القوي" اللازم وصولها للبويضة من أجل تخصيبها.
ويشتبه الباحثون بأن هذه العقاقير تغير من الأوضاع في الأمعاء، وتتسبب في نقص فيتامين "B" وهو حيوي لتكوين حيوانات منوية صحية، وقال تيم سبكتور، وهو أستاذ علم الوراثى في كينغر كوليدج في لندن، "تظهر أبحاثنا أن مثبطات مضخة البروتون، تتسبب في فوضى ميكروبيوم الأمعاء الذي ينتج فيتامين "B"، وإذا تناولت هذه العقاقير لبضعة أيام، بسبب عسر الهضم، فإن الجسم يتكيف معها ولكن تناولها لفترات طويلة تغير تركيبة الأمعاء".
وأوضح جون سميث من الجمعية الملكية البريطانية العظمى، والذي يمثل موردي الأدوية التي تباع دون وصفة طبية، أن الدراسة لم تثبت أن هناك علاقة بين الأقراص وعدد الحيوانات المنوية، معلقًا "أي شخص قلق بشأن استخدام مثبطات مضخة البروتون، يجب أن يتحدث إلى الصيدلي الخاص به".