التدخين

تتضاعف احتمالات اندفاع المراهقين إلى التدخين، بسبب تفضيلهم للألعاب التي تتضمن الكحول والتدخين. وأكد العلماء أنه بالرغم من وجود قيود تتعلق بالسن بالنسبة لتناول الكحوليات أو التدخين، إلا أن محتوى هذه الألعاب لا يخضع للرقابة وهو الأمر الذي يمثل خطورة كبيرة.

وأضافوا أنه ينبغي تحديد عمر معين للسماح بممارسة بعض الألعاب، لا سيما إذا كان محتواها يمثل خطرًا، موضحين أنه في الكثير من الأحيان يسمح الأباء لأبنائهم بممارسة ألعاب معينة على الكمبيوتر، لأنهم لا يدركون محتواها. وأوضحوا أن هذه الألعاب ربما تمثل دافعًا للمراهقين لتناول مواد ممنوعة، تؤثر عليهم في المستقبل، دون إدراك والديهم.

ورصد باحثو مركز بريطانيا لدراسات التدخين والكحول، ألعاب الفيديو الأكثر مبيعًا خلال عامي 2012 و2013، وحللوا مشاهد لأكثر الألعاب شعبية على موقع "يوتيوب"، ووجدوا أن معظم الألعاب تدور حول فكرة الأشباح أو إطلاق النار، والمغامرة والرعب، من بينها ألعاب تظهر فيها وكأنك تتعامل مع أناس حقيقيين. ووجد الباحثون أن التدخين والكحول كان مسيطرًا على أكثر من نصف الألعاب التي كانت محلًا للدراسة. ولم يتم الإبلاغ عن هذا المحتوى، للإدارة المسؤولة عن تحديد التصنيفات العمرية، والتي من شأنها تحديد العمر المناسب لمن يلعبون هذه اللعبة.

وكان مسح تم القيام به عبر بعض المواقع الإلكترونية، أظهر أن غالبية المراهقين، والذين تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عامًا، قاموا بشرب الخمر أو التدخين، ولو على سبيل التجربة من جراء تأثرهم بألعاب الفيديو التي مارسوها. وأظهرت الدراسة أن المراهقين الذين لعبوا واحدة فقط من ألعاب الفيديو التي تحوي مشاهد التدخين أو شرب الكحوليات، كانت احتمالات قيامهم بتجربة هذه الأمور في الواقع تبلغ ضعف الأخرين. وكانت لعبة "سرقة السيارات الكبرى"، والتي تعدّ الأكثر شعبية بين ألعاب الفيديو الأخرى، هي الأكثر في ظهور مشاهد تناول الكحوليات والتدخين بين الألعاب الأخرى.

وبيّن دكتور جوان كرانويل، والذي يقود الفريق البحثي، أن ألعاب الفيديو غالبًا ما لا تكون سببًا في قلق الوالدين إذا ما قورنت بالأفلام، موضحًا أن الخطورة تكمن في أن 80 في المائة من الأطفال يقومون بممارسة ألعاب فيديو، لا تناسب أعمارهم، بينما لا يدرك الأباء المحتوى الضار لتلك الألعاب وتأثيرها على أطفالهم في المستقبل. وأضاف أن ألعاب الفيديو تبدو جذابة بصورة كبيرة للمراهقين بغض النظر عن تصنيفهم العمري.