هل تعلم أن الفتيات أسرع وصولا الى سن العجز من البنين، وهذا يرجع إلى إنكماش "منطقة الدماغ" في المخ عندهن بسبب إستجاباتهن السيئة للضغوط عن البنين. ويشير بحث جديد نشر إلى أن الفتيات تستجيب بصورة مختلفة للضغوط حيث تعمل هذه الضغوط على تغيير أجزاء الدماغ. حيث تصيب "حالات الصدمة" الجزء المسؤول عن الإحساس والأفعال – وهو ما يعرف بـ"الأنسولا"، مما يؤدي الى انكماش دماغ الفتاة. وعلى النقيض، تُحدث الضغوط تأثيرات مغايرة على البنين فتمنحهم النمو.
ويرى خبراء أن الإستجابة للضغوط يمكن أن تسرع العملية العمرية عند الفتيات بتعرضهن للضغوط في سن مبكر وهذا ما يسبب لهم البلوغ المبكر عن نظرائهم من البنين. ففي دراسة قامت بها "جامعة ستانفورد" على عينة مكونه من 60 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 9 إلى 17 عام لهم نفس قدرة الذكاء وفق لاختبار الذكاء(IQ). كما تم إجراء أشعة الرنين المغناطيسي لهم، حيث لوحظ أن مخ الذكور والإناث يعاني من "اضطرابات ما بعد الصدمة" الناجمة عن الحوادث أو الأعتداءات الشخصية أو الإعتداءات الجنسية أو رؤية إعتداءات الجرائم أو التعرض للكوارث. فالتعرض لتلك الأشياء لايسبب "اضطرابات ما بعد الصدمة" وحسب بل أنه يسبب حدوث الكوابيس وذكريات الماضي المؤلمة.
وفي دراسة "جامعة ستانفورد" توصل باحثوها إلى أن الفتيات تعانين من "اضطرابات القلق" أكثر من البنين. لكن لم يقف العلماء على أسباب ذلك حتى وقتنا هذا. حيث أن 30 طفلًا يعانون من "أعراض الصدمة"، و5 أطفال يعانون من واحدة من مسبباب "اضطرابات ما بعد الصدمة"، بينما 25 طفلًا يعانون من اثنين أو أكثر من مسبباب "اضطرابات ما بعد الصدمة". ولوحظ أيضا أنه لايوجد إختلاف بين تركيب المخ بين الفتيات والبنين.
وتوصلت الدراسة أيضا إلى أن ضغوط الصدمة تغيير جزء "الأنسولا" وهو الجزء الدماغي المسؤول عن الإحساس والأفعال، حيث تقلص "ضغوط الصدمة" حجم الأنسولا عند الفتيات اللاتي تعرضن لتلك الضغوط مقارنة بنظرائهم من الفتيات الأخريات في عينة الإختبار. لكن أحدثت "اضطرابات ما بعد الصدمة" تأثيرا مغايرا علي الذكور الذين لديهم "أنسولا" أكبر من نظرائهم من الذكور الذين لديهم "أنسولا" أصغر. وكذلك يعتقد الخبراء الأساسون في هذا المجال أن "الأنسولا" عندما تنكمش في حجمها عند الأطفال أو المراهقين تحدث لهم النمو، كما أن "ضغوط الصدمة" يمكن أن تساهم بعملية إسراع العمل عند الفتيات. ويقول الدكتورفيكتور كارون كبير باحثي تلك الدراسة أن "الأنسولا" من الواضح أنها تلعب دورًا بارزًا في عملية تطور "اضطرابات ما بعد الصدمة"، حيث تعد الاختلافات التي لوحظت بين مخ الأنثى ومخ الذكر اليذين تعرضا "لصدمات نفسية" مهمة جدا لأنها من الممكن أن تقدم يد العون في تفسير إختلافات أعراض الصدمة بين الذكور والإناث.
وتقول الدكتورة ميغان كلابيدو المشاركة في تلك الدراسة: " يوجد العديد من الدراسات التي تشير إلى أن الضغوط العالية يمكن أن تساهم بشكل كبير للبلوغ المبكر عند الأنثى. فمن الضروي على من يعمل في هذا المجال أن يراعي فرق الجنس بين الشاب أو الشابة المصاب أو المصابة بالصدمة. حيث تشير نتائج الدراسة إلى أنه من الممكن أن يظهر على الفتيات والبنين أعراض متباينة للصدمة ويرجع ذلك لتلقيهم طرق علاج مختلفة.