كشفت دراسة حديثة أنَّ تناول بضعة أكواب من عصير البرتقال كل يوم يمكن أن يُقلل من خطر كسر مفصل الفخذ المعروف بـ"كسور الورك"، مضيفة، التي أجريت على أكثر من 10 آلاف شخص، إنه يقوي العظام ويحميها من مخاطر الكسر، حيث يقول الباحثون إن السر هو فيتامين "ج" – والذي يوجد أيضًا بوفرة في الطماطم والفراولة وفواكه الكيوي والقرنبيط.
وكان المتطوعون في التجربة الذين يستهلكون أكبر كمية من فيتامين "ج" كل يوم أقل عرضة للإصابة بالكسور، ويمكن أن تساعد النتائج التي نُشرت في مجلة "أوستيوبوروسيس إنترناشونال" في معالجة عبء صحي كبير على خدمات الصحة الوطنية؛ إذ يُعاني نحو 65 ألف شخص سنويًا في إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية من كسر مفصل الورك، والذي عادة ما ينطوي على كسر في الجزء العلوي من عظام الفخذ، أو عظم الفخذ.
ومعظمهم من الضعفاء أو المسنين الذين لديهم درجة معينة من هشاشة العظام، وهي الحالة المرتبطة بالعمر التي تترك العظام هشة وتؤثر على أكثر من ثلاثة ملايين شخص في المملكة المتحدة، وينفق برنامج الصحة الوطنية نحو 4.6 مليون جنيه إسترليني في اليوم لعلاج الكسور الناتجة عن السقوط، وكسور الورك وحدها تكلف المستشفيات أكثر من مليار جنيه إسترليني سنويًا
ويخشى بعض الخبراء من أن تتضاعف هذه التكلفة مع عدد سكان بريطانيا، وقد جمع علماء في جامعة تشنغتشو في الصين البيانات من ست دراسات سابقة فيتامين "ج" ومخاطر الكسر، وهذه التقنية، التي تسمى التحليل التلوي، هي طريقة لإنتاج نتائج أقوى عندما لم يتم إجراء سوى دراسات صغيرة في السابق، وقد نظروا في تناول فيتامين "ج" بين 2899 مريضًا بكسر الورك وقارنوا النتائج مع 7،908 متطوعين أصحاء في عمر مماثل.
وأظهرت النتائج أنه بالنسبة لكل 50 ملليغرامًا يوميًا من فيتامين "ج" أي برتقالة واحدة متوسطة الحجم تقريبًا، أو ربع كوب من عصير البرتقال الطازج، انخفض خطر حدوث كسر بنسبة 5 في المائة، وهذا يعني أن متوسط الكأس الذي يحتوي ثمانية أوقية سائلة من عصير يمكن أن تُقلل الخطر بنسبة 20 في المائة وكأسين بنسبة 40 في المائة، ويعتقد أن فيتامين "ج" يحمي ضد هشاشة العظام عن طريق تحفيز الخلايا التي تسمى الخلايا العظمية لتصبح خلايا عظمية ناضجة.
وتُوصي وزارة الصحة البالغين بالحصول على ما لا يقل عن 40 ملغممن فيتامين "ج" يوميًا، ويًعد الاستهلاك اليومي ضروري لأن الجسم لا يُخزن الفيتامين. وفي تقرير عن النتائج التي توصلوا إليها قال العلماء: "نتائجنا تدعم بقوة فكرة أن زيادة فيتامين "ج" الغذائية يمكن أن تُقلل خطر كسر الورك."
وفي وقت سابق من هذا العام وجدت دراسة في المجلة البريطانية للتغذية أن تناول البرتقال، والجريب فروت أو الليمون المعبأ بحامض الستريك أيضًا يُقلل خطر الخرف بنحو الربع، ويحتوي حامض الستريك على مادة كيميائية تسمى نوبليتين والتي، خلال التجارب على الحيوانات، تبين أنها تقوم بإبطاء أو عكس ضعف الذاكرة.