يخشى الكثيرون من مرض الزهايمر، خاصة حال تعرّضهم إلى مواقف عدّة تدلّل على على أن الذاكرة أصبحت ضعيفة، فقد كشفت دراسة، العام الماضي، أن أغلب الأشخاص يشعرون بالفزع من فكرة الإصابة بمرض الزهايمر أو الخرف، ربما أكثر من أمراض السرطان أو النوبات القلبية، ويدفع هذا الخوف الكثيرين في السعي نحو الحصول على مساعدة، حيث تشير التقارير إلى أن العيادات المتخصصة في علاج الزهايمر والخرف، أصبحت ممتلئة أخيرًا بأشخاص في منتصف العمر يخشون من الإصابة بهذا المرض العضال، وفي الفترة ما بين عامي 2010 و2013، شهدت أعداد المرضى ارتفاعًا بحوالي 4 أضعاف، ومع ذلك تقول العيادات أن غالبيتهم العظمى يعانون من شرود الذهن بسبب الإجهاد في العمل.
وأوضح أستاذ علم الأعصاب والعلوم المعرفية في جامعة جونز هوبكنز الأميركية، والخبير العالمي في أمراض الذاكرة، باري غوردن، أنّه "أصبحت هناك هستيريا جماعية في الوقت الراهن بسبب أمراض الذاكرة، إذ تزيد الاحتمالات الخيالية بشأن تلك الأمراض، فمعظمنا لا يشكو من تراجع الطاقة أو الشهية، ولكن حالما ننسى شيئًا ما نسارع بالقول إننا مصابون بالزهايمر، نحن نركّز على الأشياء التي لا نتذكرها بدلاً من الأشياء التي نتذكرها"، مؤكدًا أن أغلب الحالات التي تفترض أو تخشى إصابتها من الزهايمر تعاني من الشرود الذهني، وهو أمر طبيعي للغاية ينتج عن الانشغال الدائم والإجهاد في مناحي الحياة المختلفة وأبرزها العمل".
وأكد أستاذ الخرف في كليتي طب برايتون وسوسكس، سوبي بانيرجي، أن الذاكرة تتحسن مع التقدم في العمر، فما تُعرف بالذاكرة "الذكية" وهو مصطلح صاغه البروفيسور غوردن وفريقه، مسؤولة عن إدراك أشياء معينة مثل معرفة كيفية ركوب الدراجات والوعي الاجتماعي أو كيفية التصرف مع الأشخاص، وهذه الذاكرة لا تضعف مع تقدم العمر، بل على النقيض تمامًا تتعزّز في سن الشيخوخة.
وأشار غوردن إلى أن الأمر الحاسم هو إدراك الأشخاص أن النسيان المتكرر هو أمر طبيعي، خاصة مع التقدم في العمر والإجهاد في العمل، لافتًا إلى أن جزءًا صغيرًا من الناس يعانون من مشاكل كبيرة في الذاكرة وذلك بسبب أمراض الدماغ، مشددًا على أنه كلما قلت المخاوف بشأن المشاكل المتعلقة بالذاكرة، قل احتمال حدوث مشاكل خطيرة في الدماغ أو بالتحديد الذاكرة، بيد أن مريض الزهايمر لا يشعر بالقلق إزاء ذاكرته، لذلك فإن نسيان مكان المفاتيح ولو لمرة واحدة في الأسبوع، هو أمر لا يدعو إلى القلق، أما إذا حدث هذا الأمر بشكل يومي فعلى الأرجح هناك ضرورة لزيارة طبيب الذاكرة.