أكد "ديلي ميل" أن الأطباء قاموا بتقديم وضعية جديدة للعلاج الإشعاعي المنقذ للحياة لمرضى سرطان الثدي، وذلك من خلال الاستلقاء على وجوههن للمرة الأولى، في محاولة لحمايتهن من الأضرار التي لحقت بالقلب والرئتين. هذه التقنية، والمعروفة باسم الإشعاع المعرض تعتبر ممارسة شائعة في الولايات المتحدة، وهي ممارسة مفيدة للنساء اللاتي لديهن أثداء أكبر في الحجم، حيث وجدت التجارب السريرية أنه من الصعب إتمام العلاج في الوضع التقليدي وهم مستلقيات على ظهورهن.
وأشار التقرير إلى أنه عندما تتلقى المريضات العلاج الإشعاعي، وهو شكل قوي من أشعة الأشعة السينية التي تدمر الخلايا السرطانية، على الثدي الأيسر فإن القلب يكون معرضا أيضا لخطر تلقي الإشعاع، بسبب موقعه على هذا الجانب من الصدر، ومن الممكن أن يضر عضلة القلب، مما يتسبب في حالة تسمى كارديوتوكسيسيتي، ويمكن أن تؤدي إلى الأعراض والمضاعفات خلال من 1-2 سنة بعد العلاج، فضلا عن أن العلاج الكيميائي يزيد أيضا من المخاطر.
هذا العلاج الإشعاعي يثير أيضا بعض الأخطار التي تنتج من الأسباب المرتبطة بالقلب مثل التهاب غلاف القلب أو تورم حول القلب الذي يسبب ألما في الصدر، ومرض الشريان التاجي، والنوبات القلبية أو مشاكل في ضربات القلب. العلاجات التي تحمي أو تقلل الخطر الذي من الممكن أن يصيب القلب من الإشعاع أمر حيوي الآن لمرضى سرطان الثدي الذين يعيشون لفترة أطول.
جافيريا إقبال، كبير أطباء الثدي في مستشفى رويال فري، لندن، هو واحد من فريق في المستشفى الرائد في هذه التقنية الجديدة، تقول: "عند تقديم العلاج الإشعاعي، من المهم أن يتلقى الثدي كله الإشعاع، ولكن أجزاء أخرى من الجسم تتأثر بأقل قدر ممكن". إحدى التقنيات المستخدمة عادة في المرضى الذين يعانون من السرطان في الثدي الأيسر يسمى الإلهام العميق عقد التنفس. عن طريق أخذ نفس عميق وعقده في الرئتين لمدة 20 إلى 25 ثانية، ورفع جدار الصدر بعيدا عن القلب أثناء العلاج. هذا يخلق فجوة بين القلب والثدي خلال تلقي العلاج، ويحد من خطر الضرر، بالإضافة إلى تركيب جهاز في الفم إذا كان المريض مصابا بالسعال ليوقف استقبال الأشعة في حالة رغبة المريض بالتنفس. المشكلة هي أن ليس كل المرضى يمكن أن تعقد أنفاسها لهذا الوقت. في حين أن المرضى يتكئون على ظهورهم أثناء العلاج الإشعاعي، فإن هذا يعرض الثديين الكبيرين إلى عدم تلقي الإشعاع بشكل كامل أو من الممكن أن يعرض الإشعاع على أجزاء غير مصابة.
لذا فإن الاستلقاء على الوجه يقلل من خطر الإصابة حيث إنه لا يمكن أن ينتشر ثدي المريض في جميع الاتجاهات، لأنها تقع بشكل طبيعي إلى الأمام. يستخدم فني الأشعة زوايا مختلفة، ويقوم بتوجيه الإشعاع بشكل جانبي من جانبين في الثدي. تقول السيدة إقبال إن هذه التقنية أظهرت بالفعل جرعات إشعاعية مخفضة للقلب مقارنة بالطريقة المعتادة.
وتقول السيدة إقبال: "إنها مناسبة بشكل خاص للنساء اللاتي يقمن برعاية كبيرة، حيث يمكننا علاج الثدي كله مع التقليل من المخاطر التي يتعرض لها القلب.. في حين أنها ليست مناسبة للجميع، مثل أولئك الذين يعانون من مشاكل الظهر أو الكتف الذين يجدون صعوبة في الكذب في هذا الموقف، فإنه يمكن أن تنتج نتائج جيدة في مجموعة معينة من المرضى".