تخفق المؤسسات الوطنية للصحة البريطانية، في إنقاذ الأطباء والممرضين من الإصابة بمرض الانفلونزا، رغم المخاوف من تسرب وباء الانفلونزا إلى المملكة المتحدة من فرنسا، ووفقًا لصحيفة بريطانية، كشفت الاحصائيات مؤخرًا عن إعداد العمال الذين تم تطعيمهم في بعض المستشفيات، والذي كان منخفضا بنسبة كبيرة، على الرغم من تحذيرات الاطباء والمدير الطبي للهيئة الوطنية للإحصاء في المملكة المتحدة الدكتور بروس كيوغ، العام الماضي، من أنه من الضروري على المتخصصين في مجال الرعاية الصحية تلقي جرعة التطعم ضد الإنفلونزا لحماية مرضاهم وزملائهم.
كما جهزت خدمة الصحة الوطنية بالمملكة المتحدة نفسها للتغلب على وباء الانفلونزا بعد زيادة عدد الحالات في المستشفيات، ويقول الخبراء ان حوالى ربع العاملين فى دائرة الصحة الوطنية سوف يصابون بالانفلونزا خلال موسم نموذجى.ومن بين هؤلاء، سوف يتجنبوا حوالي نصف الأعراض الرئيسية، وهذا يعني أنهم من المرجح أنهم سيبقون في العمل، ما يؤدي لانتشار العدوى.
وفى موسم الانفلونزا النموذجى، استنفذ موظفو الصحة الوطنية 4.3 مليون اجازة مرضية، وفقا لما ذكرته صحيفة "صنداي تليغراف"، ويمكن أن ينخفض الرقم بأكثر من الربع إذا خضع جميع العاملين لمعدلات التطعيم، ووفقا للاحصائيات، كشفت الارقام الرسمية للصحة العامة في انكلترا انه تم تطعيم اقل من نصف الموظفين بحلول نهاية نوفمبر الماضي.ومن بين احصائيات المستشفيات، كان أدنى رقم 33.4 في المائة في مؤسسة كينغس كوليج في لندن.وفي جميع أنحاء دائرة الصحة الوطنية، كان متوسط معدل اخذ التطعيمات أقل من 60 في المائة.
وقال رئيس قسم أمراض الجهاز التنفسي بالصحة البريطانية الدكتور ريتشارد بيبودي : "من الضروري أن يتناول العاملون في مجال الرعاية الصحية لقاح الانفلونزا لحماية أنفسهم والمرضى الضعفاء، وللمساعدة في تخفيف الضغوط على الخدمات الصحية خاصة في فصل الشتاء ".
تقدم مؤسسات الصحة البريطانية لقاح الإنفلونزا مجانا لأكثر من 65 عاما، للنساء الحوامل والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وثمانية وأولئك الذين يعانون من ظروف صحية طويلة الأجل مثل الربو والسكري.
وقد اعربت مؤسسة "NHS" انجلترا، التى تدير الخدمة الصحية، بقلقها ازاء ارتفاع معدلات الانفلونزا التي تبلغ حاليا ضعف هذه النسبة في العام الماضي، وهم يرصدون عن كثب الوضع فى فرنسا حيث وصل الفيروس الى مستويات وبائية، مما ادى الى وصوله لـ11500 مستشفى، واودى بحياة اكثر من 30 شخصا.
العديد من المرضى تستسلم لنفس سلالة الانفلونزا "H3N2"، التي كانت مسؤولة عن أسوأ انفلونزا انتشرت في أستراليا لمدة عشر سنوات.وتتعرض المستشفيات في انكلترا لضغوط شديدة في اعقاب ارتفاع مفاجئ في عدد حالات الدخول والخروج بعد عيد الميلاد الذي ادى الى اسوأ ازمة في فصل الشتاء منذ سنوات.
واظهرت ارقام الصحة العامة انجلترا، الخميس الماضي، أن معدل دخول المستشفيات بحالات الالانفلونزا ارتفع بمقدار ثلاثة أضعاف مقارنة بالأسبوع السابق، وقد حث مسؤولو الصحة، الجمهور على اتباع مبادئ النظافة الأساسية مثل غسل أيديهم وتطهير السور والأبواب.
وقال المدير الطبي في مؤسسة الصحة العامة بانجلترا بول كوسفورد: "الناس الذين يعانون من أعراض تشبه الانفلونزا يجب أن يستخدموا المناديل للعد انتشار رذاذ السعال أو العطس، وعليهم غسل أيديهم بانتظام بالصابون والماء الدافئ وتنظيف الأسطح المستخدمة بانتظام لوقف انتشار المرض"، وحث المرضى على الحصول على لقاح الانفلونزا إذا لم يكن لديهم بالفعل، سواء من خلال المؤسسة العامة أو القطاع الخاص.