يُقدم العلاج بالخلايا الجذعية، الذي يعد أول علاج فعال لأمراض القلب، للمرضى البريطانيين هذا العام، وسيستفيد مئات الآلاف من العلاج بعدما وافق المنظمون على إجراء تجربة واسعة للعقار التجديدي القادر على تقليص نسيج الندبة القاتل الذي يعقب الأزمات القلبية، ويبدأ تقديم العلاج "الجاهز"، والذي يمكن صنعه لآلاف المستفيدين من متبرع واحد سليم، للمرضى في مستشفى رويال برومبتون في لندن في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ويقود الفريق المسؤول عن هذا العلاج أحد الجراحين البارزين في بريطانيا، البروفسور ستيفن ويستابي، الذي وصف الحصول على الموافقة في الليلة الماضية بأنه أمر رائع للغاية للمرضى الذين لديهم "حياة قصيرة وسيئة الجودة للغاية." ويعاني حاليا حوالي 50000 شخص كل عام من الأزمات القلبية القوية لدرجة أن القلب يتضرر ولا يمكنه ضخ الدم بطريقة فعالة حول الجسم، ويشكل هؤلاء أكثر من نصف مليون شخص يعانون من قصور في القلب لا علاج له، ومن خلال أبحاث طورتها شركة سيليكسر للطب الحيوي اكتشفوا أن العلاج الجديد يمد القلب بالخلايا الجذعية عن طريق الحقن، مما يؤدي إلى تجديد خلايا القلب واستعادة قدرته على العمل.
وقد جُرِب هذا الدواء، الذي يُطلق عليه اسم هارتسيل، على 11 مريضًا مصابًا بقصور القلب في اليونان في عامي 2012 و 2013 ، ولم يكن من المتوقع أن يعيش أي منهم أكثر من عامين. وأظهرت النتائج اللاحقة أن الخلايا الجذعية جعلت القلوب خالية من الندوب بنسبة 78 في المائة، مما يعني أن ست أشخاص من 11 شحصًا لا يزالوا أحياء وأكثر نشاطا بكثير مما كانوا عليه سابقا، وقد ورد أن أحدهم استأنف هوايته المفضلة في الصيد.
وما يميز هارتسيل هو أن الخلايا تؤخذ من متبرع سليم وتُمنح لمستلم غير سليم صحيا، وستشمل تجربة العلاج 250 مشاركًا أوروبيًا منتشرين في رويال برومبتون ومستشفيين آخرين لم يتم الكشف عنهما في بريطانيا وأوروبا، بالإضافة إلى 250 مريضًا في مراكز في الولايات المتحدة. إذا نجحت التجربة في تكرار النتائج "المدهشة" التي شوهدت أثناء التجربة الأولى، يمكن أن تقدم سيليكسر طلبًا للحصول على إذن لتقديم هارتسيل على نطاق واسع في بريطانيا بحلول عام 2021