يُنظر إلى مرحلة سن اليأس وانقطاع الطمث عند النساء على أنها "مشكلة نسائية" يجب التعامل معها بسرية تامّة، لذلك لم تشِر كتب التاريخ إلى هذه المرحلة التي ينتهي فيها عمل المبايض والرحم ووظائفها الإنجابية.
ووصف بعض الأطباء في القرن التاسع عشر الأفيون والقنب كعلاج للنساء للمساعدة في التغلب على الأعراض التي تلحق انقطاع الطمث، والتي إذا لم تساعد بشكل فعال على العلاج، على الأقل تساعد في تقليل القلق والتوتر الذي يمكن أن يكونا جزءًا شائعًا من تقلبات المزاج المرتبطة بتلك الفترة، ومن المعروف منذ قرون أن الأميركيين الأصليين كانوا يستخدمون عشبة "كوهوش" السوداء للتخفيف من الأعراض، ولا يزال هذا العلاج العشبي التقليدي يستخدم على نطاق واسع حتى اليوم.
وتم استخدام مسحوق مصنوع من المبيض البقري في تسعينات القرن التاسع عشر وذلك لعلاج أعراض انقطاع الطمث، حتى توصّل العلم للعلاج بالهرمونات في ثلاثينات وأربعينات القرن العشرين، لكن حتى قبل عقد من الزمان لم يكن الحديث عن أعراض سن اليأس ومعالجتها موضوعا مهما للمناقشة، وكان نطاق العلاج محدودًا.
وأصبح استخدام العلاج بالهرمونات البديلة (HRT) للتغلب على الأعراض واسع الانتشار هذه الأيام، وهو ما يفتح أبوابا جديدة لمساعدة النساء على المرور بشكل أكثر سلاسة بهذه المرحلة التي يعقبها تغييرات هرمونية طارئة على الجسم.
وتُقدّم صحيفة "ديلي ميل" البريطانية بعض النصائح المهمة الواجب اتّباعها للتغلب على متاعب وأعراض انقطاع الطمث:
1- ارتداء ملابس داخلية خفيفة
تعدّ الهبات الساخنة واحدة من أعراض انقطاع الطمث، وهي عبارة عن شعور يستمر للحظات تشعر فيها المرأة بحرارة، يصاحبها احمرار في الوجه مع سخونية وتعرق، وحتى الآن لم يتم التعرف على سبب الهبات الساخنة، لكن ربما يعود الأمر إلى تغيرات الدورة الدموية.
يمكنك التغلب على هذا العرض من خلال فتح النافذة والبقاء في مكان بارد، مع وجود مروحة، والاستحمام بمياه باردة، وارتداء ملابس مقاومة للحرارة، ويمكن الاعتماد على ماركة الملابس الداخلية "Become" التي أطلقت مجموعة من الملابس الداخلية صممت خصيصًا لتهدئة تلك الأعراض بمادّة فريدة من نوعها تنظم درجة حرارة الجسم، وتخرج الرطوبة وتقلل من التعرق.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن 87% من النساء اللاتي جربن تلك الملابس الداخلية المقاومة للهبات الساخنة، شهدن انخفاضا في عدد الهبات الساخنة والتعرق الليلي الذي يتعرّضن له.
2- المرطب اليومي
ومن الأعراض الأخرى التي يسببها انقطاع الطمث للنساء والتي تبدأ في الأربعينات من العمر انخفاض مستويات هرمون الإستروجين، لذلك يمكن أن يسبب جفاف البشرة والتي تكون أكثر حساسية.
وتنصح الصحيفة البريطانية بشرب الكثير من الماء واستخدام غسول ومرطب يومي للبشرة بالإضافة إلى تناول الدهون غير المشبعة ضمن النظام الغذائي، مثل الأحماض الدهنية أوميغا 3 التي توجد في الأسماك الزيتية مثل سمك السلمون، واستهلاك المزيد من منتجات الصويا التي تحاكي تأثيرات الأستروجين في الجسم والحد من تناول الكافيين والكحول.
تنصح "ديلي ميل" بتناول المزيد من الأطعمة الغنية بفيتامين (ج) لإنتاج الكولاجين لترطيب البشرة وزيادة نضارتها.
3- التعامل مع سن اليأس بمرونة
افتتحت الدكتورة لويز نيوسون، مركزا صحيا في وارويكشاير في إنجلترا، لتقديم النصح والمشورة للنساء المقبلات على مرحلة سن اليأس، وهي أول عيادة من نوعها مكرسة بالكامل لمساعدة النساء اللاتي يعانين من أعراض ما بعد انقطاع الطمث وسن اليأس التي أطلقتها الدكتورة نيوسون استجابة للطلب الهائل من مرضاها.
وتقدم العيادة مجموعة كاملة من الاستراتيجيات من المشورة الغذائية والعلاجات التكميلية إلى حزمة شاملة شخصية لمساعدة النساء على التعامل مع مرحلة انقطاع الطمث، والأهم من ذلك إنها أيضًا مكان يتم فيه الاستماع إلى النساء ويمكنهن تبادل تجاربهن.
4- تغير النظرة القديمة لمرحلة سن اليأس
مع ما يقدر بـ13 مليون امرأة في المملكة المتحدة تعاني حاليا من أعراض انقطاع الطمث، تشير الدكتورة ميغان أرول التي شاركت في تأليف كتاب The Menopause Maze (مع الدكتورة جاسيكا كينجسلي)، إلى أن الوقت حان لتغيير تفكيرنا الكامل بشأن انقطاع الطمث، والبدء لاتخاذ خطوات جادة في مواجهة أعراضه.
تقول أرول: "علينا أن لا نفكر في أن مجرد دخولنا تلك المرحلة أننا بدأنا سنوات عمرنا البائسة، بل يجب تغير نظرتنا بالكامل واعتبارها بداية لحياة جديدة"، وتضيف أرول أنه إذا كنت تشعرين بمشاعر سلبية بشأن انقطاع الطمث يمكن طلب الدعم من أصدقائك ومعارفك وطبيبك كما يمكنك أيضًا العثور على الكثير من الدعم عبر الإنترنت في منتديات مثل Menopause Matters وMenopause Support وMeg Matthews 'site.
5- شراب إكليل الجبل "الروزماري"
غالبًا ما يكون النسيان في سن اليأس أكثر قلقا لدى النساء بعد انقطاع الطمث مقارنة بالأعراض الجسدية مثل الهبات الساخنة، كما أن الحصول على قسط كاف من النوم أمر ضروري لكن التعرق الليلي يمكن أن يعيق ذلك.
وتنصح الصحيفة البريطانية باستخدام عشبة إكليل الجبل "الروزماري" والتي تستخدم منذ آلاف السنين كمساعدات لتنشيط الذاكرة، وأكدت التجارب العلمية، العام الماضي، فعاليتها في تحسين الذاكرة عند الأطفال، ويمكن إضافة بضع قطرات من زيت الروزماري إلى قطعة قماش، واستنشاقها بعمق ما يمكن أن يساعدك على تحسين الذاكرة، كما أن شراب إكليل الجبل المستخلص بعناية يساعد على ترطيب الجسم وهو ما تحتاجيه في تلك الفترة بعد انقطاع الطمث.
6- تقنية "VSculpt PRO"
انخفاض إفراز هرمون الإستروجين إلى جانب الخسارة العامة للعضلات المرتبطة بالشيخوخة يجعل النساء بعد سن اليأس أكثر عرضة لمشاكل في قاع الحوض، مثل التسرب الخفيف للمثانة وجفاف المهبل، لكن هناك الكثير من العلاجات والمنتجات المساعدة على التغلب على تلك الأعراض.
من خلال تقنية "VSculpt PRO" واستخدام ضوء الأشعة تحت الحمراء والحرارة يمكن أن يساعد في تشديد وإعادة تنشيط الأنسجة المهبلية وتخفيف عضلات قاع الحوض، مما يساعد على زيادة التشحيم المهبلي والمساعدة في تحسين التحكم في المثانة.
7- المُكمّل الغذائي "بروبيوتيك"
من المعروف أن البروبيوتيك يمكن أن يساعد في نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء لكنه أيضا يساعد على نموها في المهبل، حيث يساعد على التغلب على التهاب المهبل الجرثومي (BV)، الذي يمكن أن يزداد انتشاره مع التقدم في السن، ويمكن أن تشمل أعراض التهاب المهبل الجرثومي نزيفا خفيفا، إفرازات، حكة غير مريحة.