أكد العلماء أن الغضب الشديد والإحساس بالضيق يضاعفان من خطورة الإصابة بأزمة قلبية خلال ساعة، وأن الجمع بين هذه المشاعر مع ممارسة تدريبات ثقيلة يزيد من نسبة الخطر.
وكشفت دراسة دولية أجريت على أكثر من 12 ألف شخص أصيبوا بأزمة قلبية من 52 بلدًا، أن واحدًا من كل 7 أشخاص إما مارسوا تدريبات ثقيلة أو تعرضوا لمشاعر قاسية - أو كليهما - في غضون ساعة قبل الأزمة القلبية. وكانت المخاطر أعلى عندما تم الجمع بين ممارسة تدريبات ثقيلة مع الغضب، كما هو الحال في المرضى الذين ذهبوا للقيام بتدريبات أكثر تطرفًا من المعتاد، لأنهم شعروا بالغضب من شيء حدث لهم.
وأوضحت الدراسة، التي نشرت في دورية الدورة الدموية لجمعية القلب الأميركية، أن هذه العوامل تزيد من خطر الإصابة بأزمة قلبية، بغض النظر عن العوامل الأخرى التي يمكن أن تسبب النوبة القلبية، بما في ذلك السن، والتدخين، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم والمشاكل الصحية الأخرى. ولم يكن هناك فرق بين الشعور بالغضب أو بالضيق ، كلا النوعين من العاطفة الشديدة على نفس المستوى من المخاطر.
وأعلن العلماء أنه يمكن تفسير هذا الارتباط بأن العواطف المتطرفة غالبًا ما يكون لها تأثير مادي على الجسم مماثل لممارسة تدريبات ثقيلة. وقال معد الدراسة الدكتور أندرو سميث، من جامعة ماكماستر في كندا "كل من ممارسة التدريبات الثقيلة والعواطف المتطرفة ترفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وتغيير تدفق الدم من خلال الأوعية الدموية والحد من تدفق الدم إلى القلب مما يؤدي إلى الإصابة بنوبة قلبية".
وأضاف عالم النفس السريري باري جاكوبس من برنامج طب الأسرة في كلية كروزو للعلوم في ولاية بنسلفانيا "هذه الدراسة واسعة النطاق التي شملت جميع أنحاء العالم تقريبًا توفر المزيد من الأدلة على الصلة الحيوية بين العقل والجسم، وأن الغضب الزائد يمكن أن يسبب نوبة قلبية مهددة للحياة، وكل واحد منا يجب أن يمارس الاسترخاء والتمارين الروحية ويتجنب فقدان أعصابه إلى حد التطرف".
ولكن الباحثين حذروا الناس من وقف ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والتي ثبت أنها تساعد على الحد من خطر الإصابة بالأزمات القلبية. وأوضح الدكتور سميث قائلًا "النشاط البدني المنتظم له فوائد صحية عديدة، بما في ذلك الوقاية من أمراض القلب، لذلك نحن نريد الجميع أن يستمر، ومع ذلك، فإننا نوصي أي شخص غاضب أو مستاء ألا يتجاوز التدريبات الروتين الطبيعي له".
وطالب الدكتور جاكوبس الأشخاص المعرضين لخطر أزمة قلبية بتجنب "الحالات العاطفية المتطرفة"، ويمكن أن يلجأ لبعض العلاجات الحديثة مثل مجموعات الدعم، ووسائل التعامل مع الصعود والهبوط العاطفي. وحلل الباحثون في الدراسة بيانات من 12,461 مريضًا، متوسط أعمارهم 58 عامًا، الذين تعرضوا لنوبات قلبية للمرة الأولى، ووجه سؤالًا إلى المرضى إذا كانوا مروا بأي من المشاعر السيئة قبل ساعة من النوبة القلبية أو في اليوم الذي سبقها. وكانت النتيجة أن 13.6 % من المرضى مارسوا نشاط بدني عنيف خلال ساعة قبل نوبة قلبية، في حين أن 14.4% تعرضن للغضب أو اضطراب عاطفي.
وأظهرت الدراسات السابقة وصلات مماثلة، ولكن كان هذا أول تمثيل لمرضى من دول كثيرة مختلفة الثقافات والأعراق من جميع أنحاء العالم. وقال مورين تالبوت، ممرضة مختصة لمرضي القلب، "سبب النوبات القلبية أساسًا هو تصلب الشرايين، وعندما يتم كسر اللوحة الخارجية لهذه الشرايين يحدث تجلط الدم مما يؤدي إلى نوبة قلبية". وأضافت "هذا هو السبب ومن المهم للناس أن يعرفوا خطر الإصابة بالنوبة القلبية واتخاذ خطوات للحد من مخاطر، من خلال الإقلاع عن التدخين، والحفاظ على النشاط البدني والحفاظ على وزن صحي". وكانت أمراض القلب تؤثر على 2.3 مليون شخص في بريطانيا وهي القاتل الأكبر في البلاد، حيث تتسبب في وفاة 73,00 شخص كل عام.