أثبت العلماء قبل فترة أن تركيب الأحياء المجهرية الموجودة في أمعاء الإنسان تحدد بدرجة كبيرة شخصية ومزاج وعواطف الأطفال. ولكن اتضح لاحقا أن تأثيرها أكبر وأوسع.
تفيد مجلة Human Microbiome Journal، بأن الدكتورة كاترين جونسون من جامعة أوكسفورد اكتشفت في دراستها الأخيرة التي شملت 655 رجلا وامرأة من 20 بلدا متوسط أعمارهم 42 سنة، وجود علاقة بين تركيب بكتيريا الأمعاء والسمات الشخصية للبالغين.
وكان جميع المشتركين في الدراسة قد أجابوا عن الأسئلة التي طرحتها الدكتورة في استمارة خاصة، حول نمط حياتهم وصحتهم والنظام الغذائي الذي يتبعونه وسلوكهم. واستنادا إلى إجاباتهم حددت السمات الأساسية لشخصيتهم.
اقرا ايضا:
باحثون يحذرون من النظام الغذائي عالي السكر لتسببه في "التهابات المعدة"
وتجدر الإشارة، إلى أن علماء النفس يحددون خمس سمات أساسية لتحديد شخصية الإنسان: العصابية (عدم الاستقرار العاطفي ، والقلق ، وتدني احترام الذات)، الانطواء والانفتاح (السلوك الاجتماعي ، والنشاط)، تقبل الأفكار الجديدة (البحث الإبداعي ، والفضول الفكري)، حسن النية (الثقة والرغبة في التعاون)، الصدق (الوعي والتركيز والانتباه للتفاصيل). ويطلق على هذه السمات "الخماسية الكبيرة"، التي تتوفر لدى الجميع بمستويات متفاوتة بغض النظر عن الجنس.
وقد أظهرت نتائج الدراسة وجود علاقة واضحة بين تركيب بكتيريا الأمعاء وبعض سمات الشخصية. فمثلا اتضح أن نسبة بكتيريا Akkermansia و Lactococcus و Oscillospira في أمعاء النشطاء اجتماعيا أعلى بكثير من نسبتها في أمعاء الانطوائيين. في حين كانت نسبة بكتيريا Desulfovibrio و Sutterella في أمعاء الانطوائيين والذين يعانون من متلازمة التوحد عالية جدا ولكنها منخفضة في أمعاء النشطاء الاجتماعيين. وهذا يعني أن تركيب بكتيريا الأمعاء يمكن أن يساعد على تغير السلوك الاجتماعي. بحسب كاترين جونسون.
ووفقا لها، هذه النتائج ستساعد الخبراء على ابتكار طرق جديدة لعلاج التوحد والاكتئاب.
وتشير الدكتورة، إلى أن نتائج الدراسة أظهرت، أنه كلما كانت علاقات الإنسان الاجتماعية أوسع ويتقبل الأفكار الجديدة، كان تركيب بكتيريا الأمعاء أكثر تنوعا، مشيرة إلى أن هذا أول اكتشاف من نوعه. مقابل هذا كان تركيب بكتيريا الأمعاء لدى الأشخاص الذين يعانون من الاجهاد والقلق أقل تنوعا.
وكشفت نتائج الدراسة، أن التغذية ونمط الحياة يؤثران في تركيب بكتيريا الأمعاء، فمثلا ظهر أن تركيب بكتيريا الأمعاء لدى الأشخاص الذين تربوا على حليب الأم أكثر تنوعا ممن تربوا في طفولتهم على الحليب الصناعي.
قد يهمك ايضاً: