أظهرت أحدث الدراسات، التي نُشرت في المجلة الأوروبية للسرطان، أن العديد من الناس ما زالوا متشككين بشأن عوامل الخطر التي قد تتسبب في الإصابة بالسرطان، على الرغم من المبالغ الضخمة التي يتم إنفاقها على حملات التوعية الصحية العامة، حيث فشلت نسبة كبيرة من الأشخاص في تقدير أهمية عوامل الخطر المعروفة أو تمسكوا بمعتقدات خاطئة وغير صحيحة بشأن الأسباب المحتملة للسرطان، مثل استخدام الهواتف المحمولة أو القرب من خطوط الطاقة الكهربائية.
الحد من عبء السرطان
يحتاج الناس إلى صورة دقيقة لمخاطر السرطان المحتملة حتى يتمكنوا من اتخاذ قرار جيد، بشأن حماية صحتهم، ويتمثل الهدف الرئيسي لإستراتيجية الصحة العامة في الحد من عبء السرطان في تشجيع الناس على تجنب المخاطر التي يواجهونها أو التقليل منها، ووجدت دراسة أجريت على 1300 بالغ، وجود مستويات عالية من سوء الفهم بشأن عوامل الخطر، وباستخدام البيانات التي تم جمعها من استطلاعات الرأي حول السلوكيات والمعتقدات بخصوص السرطان في المملكة المتحدة في عام 2016، شرعت دراسة أخرى في التحقيق في فهم الناس لأسباب السرطان وتحديد ما إذا كانت هناك مجموعات معينة أكثر عرضة لفهم عوامل خطورة الإصابة بالسرطان بصوره غير دقيقة.
اختبار معرفة الأشخاص لعوامل الخطر
وأظهرت النتائج أن أقل من نصف الأسئلة التي سئلت بشأن عوامل خطر الإصابة بالسرطان أجاب عليها الأشخاص بشكل صحيح، حيث إن لدى بعض الأشخاص فهم جيد لعوامل المخاطر القائمة، لكن أيضًا أيد بعض الأشخاص الذين يملكون قدرًا كبيرًا من المعرفة والمعلومات احتمالات الإصابة أو عوامل الخطورة لأسباب خاطئة، مثل الترددات الكهرومغناطيسية وأفران الميكروويف، ما يشير إلى وجود ما يسمى "فرط الحساسية" لعوامل الخطر، وكان الناس يستشعرون المخاطر التي لم تكن موجودة، مما يشير إلى فشلهم في فهم الرسائل الصحية التي يتم نشرها من خلال شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعية وسائل الإعلام. حيث اتسم الناس بفقد القدرة على تحديد عوامل الخطر المدعومة بالأدلة العلمية. إذ لم يعرف سوى أربعة من بين كل عشرة من من شملتهم الدراسة أن زيادة الوزن مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
عدم معرفة بعض عوامل الخطر المعروفة
ولم تعترف نسبة مماثلة بمخاطر حروق الشمس. ونحو ثلاثة من كل أربعة أفراد "71٪" لم يدركوا مخاطر وجود فيروس الورم الحليمي البشري "HPV" وهو فيروس شائع يصيب الجلد والأغشية الرطبة والتي يمكن أن تنتشر عن طريق الاتصال الجنسي، ومدى ارتباطة مع بعض أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان عنق الرحم، سرطان الفم والشرج. ولم يقتصر الأمر على عدم معرفة بعض الأشخاص بالمخاطر القائمة، بل قد صدق البعض الآخر بمعتقدات غير علمية، حيث اعتقد نصف الأشخاص موضوع الدراسة أن التوتر يمكن أن يسبب السرطان، رأى أخرين أن الهواتف المحمولة قد تكون عامل خطورة، واعتقد واحد من كل خمسة أن استخدام فرن الميكروويف عامل خطر.