يمارس البعض التأمل من أجل الشعور بالسعادة والتخلُّص من الضغط العصبي وتعزيز القدرة لديهم على مكافحة القلق والاكتئاب، ولكن ماذا إذا كان التأمل وسيلة لتحسين حياتك الجنسية؟، ويُعنى بالتأمل أو "الوعي التام" أن تكون حاضرًا وواعيًا بنفسك ومحيطك في ذات الوقت، بحيث تدرب عقلك على مكافحة الأفكار السلبية والتي تحفز القلق والاكتئاب، من خلال التنفس وتمارين التأمل وفقًا للفلسفة البوذية القديمة.
وفي حين يستخدم العديد من الخبراء هذه التقنية باعتبارها جزءًا من المشورة التي يقدمونها، استخدم أيضًا العديد من خبراء الحياة العاطفية والجنسية هذه التقنية في مشورتهم. حيت تقول المعالجة النفسية وخبيرة العلاقات الجنسية وعضوة مجلس أمناء كلية خبراء العلاقات الجنسية والعاطفية، كريستال وودبريدج: "الوعي التام بمعناه الواسع، هو التركيز على اللحظة الحاضرة مع شريك الحياة، لأن طرفي العلاقة غالبًا ما يشعرون بالتشتت الذهني والتوتر العصبي والالتزام الشديد، وهو العنصر الجوهري في تشتت ذهن أحد طرفي العلاقة".
وتضيف أن الوعي التام يعني التركيز مع شريك الحياة في اللحظة الراهنة، بل الانتباه إليه ومواجهته جيدًا، وهو ما يؤدي بدوره إلى تعزيز الحياة الجنسية، لأن طرفي العلاقة عندما يشعرون بأن الطرف الآخر يسمعهم جيدًا وينتبه إليهم بذهن حاضر، فسوف يثقا في بعضهما البعض، والثقة هي ما تبنى عليه الحياة الجنسية. وتؤكد أن الوعي التام يعني ملاحظة اللغة الجسدية للطرف الآخر وتعبيرات وجهه ونبره صوته، وهو الأمر الذي يعتبر في الحقيقة صعبًا للغاية، قائلة: "ولكن في الحقيقة كلما كان الذهن حاضرًا، أصبحت العلاقة في منأى عن خطر الفشل". وتوضح: "عندما يتدرب طرفا العلاقة على الوعي التام، حتى لو كان هذا الأمر صعبًا بسبب الإلهاء، فغالبًا ما سيؤثر هذا بشكل إيجابي على علاقتهما العاطفية والجنسية"، لافتة إلى أنه في حالة كان يعاني طرف العلاقة من العجز الجنسي أو عدم الوصول إلى رعشة الجماع فسوف تساعده التقنية بشكل كبير.