تشمل قوائم موسيقى عيد الميلاد على الأغاني التي نفضّلها مثل "Rockin Around the Christmas Tree" و"I Saw Mommy Kissing Santa Claus"، وهناك العديد غيرهما، حيث يمكن الاستماع إلى أغنية "'I'll be Home for Christmas" أو "White Christmas"، وسوف تحثك بعض الأغاني على العودة والاحتفال بعيد الميلاد في منزلك، والشعور بالحزن للاضطرار إلى قضاء العطلة في مكان آخر.
ويعد التجهيز لطقوس عيد الميلاد وما يشمله من العروض التلفزيونية والأضواء والهدايا والموسيقى، وما ينقص ذلك هو التواجد في المنزل، حيث إن المكان يتجاوز الحدود بين الذات والعالم المادي، ويشعر معظمنا بالحنين حين نسمع اسم مكان ما، ولكن ربما لا تدرك أن ذلك يؤثر على إحساسك أنت أو كيف يعمل ذلك ويؤثر ذلك عليك نفسيًا، وحدد علماء النفس بعد المفردات الخاصة بالربط الكامل للحميمية بين الناس والأماكن، فهناك ما يسمى بالجذور التعلق بالمكان، والتوفوفيليل، وكلها تستخدم لوصف مشاعر الراحة والأمان التي تربطنا بالمكان، ويعد حبك لمكان ما سواء كان المنزل الذي عشت فيه طوال حياتك أو الحقول والحدائق التي لعبت بها حين كنت طفلا، يمكن أن يحاكي شعورك بالمودة التي تشعر بها تجاه الأشخاص الآخرين.
وأظهرت الدراسات أن إجبار البعض على العيش في أماكن جديدة "التوطين القسري" يثير شعور الحسرة والضيق وهو يشابه شعور فقدان أحد أفراد الأسرة، ووجدت دراسة أخرى أنه إذا كنت ترتبط ارتباطا قويا ببلادك أو مدينتك ستكون أكثر راحة في منزل، وسوف تكون أقل قلقا بشأن مستقبلك، ويلعب المحيط المادي دورا هاما في خلق المعاني وتنظيم حياتنا، ويعتمد رؤيتنا لأنفسنا وحياتنا على الطريقة التي عشنا بها والخبرات التي لدينا، لذلك ليس من المستغرب دراسة الأستاذ كيم دوفي، أستاذ الهندسة المعمارية، لمفهوم المنزل والتشرد، وتأكيده على أن المكان الذي نعيش فيه مرتبط ارتباطا وثيقا بإحساسنا بمن نحن ومن نكون، ومن أكثر الأسئلة شيوعا حين نلتقي شخصا جديدا "من أين أنت؟"، ولكننا نادرا ما نتوقف للنظر في مدى تعقيد هذا السؤال، هل هذا السؤال يعني أين نعيش حاليا أو أينا لدنا أو أين نشأنا؟.
وفهم علماء النفس البيئي منذ فترة طويلة معنى كلمة وطن، وهي تعني بوضح أكثر من مجرد منزل، وتشمل الناس والأماكن والأشياء والذكريات، وطلبت دراسة من معهد بيو في عام 2008 من الناس تحديد المكان الذي تعتبره المنزل، وأجاب 26% منهم بأن المنزل أو الوطن هو المكان الذي ولدوا فيه ونشأوا فيه، وقال 22% إنه المكان الذي يعيشون فيه، أما 18% لفتوا إلى أنه المكان الذي عاشوا فيه أطول فترة، و15% رأوا الوطن في أسرتهم، ولكن بالنظر إلى الثقافات الأخرى عبر الزمن، يظهر خيط مشترك، وبغض النظر عن المكان الذي يأتون منه، يميل الناس إلى التفكير في المنزل كمكان مركزي يمثل النظام، وهو موازنة للفوضى الموجودة في أماكن أخرى، وقد يفسر هذا لماذا، حين يطلب منا رسم صورة "المكان الذي تعيش فيه،" يضع الأطفال والمراهقين حول العالم دائما منزلهم في وسط الورق، باختصار، إنه كل شيء آخر يدور حولها.
وعاش علماء الأنثروبولوجيا، تشارلز هارت، وأرنولد بيلينغ، بين شعب تيوي في باثورست إيلاند قبالة ساحل شمال أستراليا خلال العشرينيات، وأشارا إلى أن سكان تيوي يعتقدون أن جزيرتهم هي المكان الوحيد القابل للسكن في العالم وأي مكان آخر كان "أرض الموتى"، وفي نفس الوقت، يرى سكان زوني في جنوب غرب أميركا، أن منازلهم كائنات حية، وهم يربون أطفالهم على ذلك وعلى التواصل مع الأرواح، وهناك طقوس سنوية تدعى "Shalako" يباركون فيها المنازل، حيث تناول الطعام مع الأسرة في المنزل وتبادل الهدايا، ومقابلة الأصدقاء القدامى، وبناء على ما سبق، يعد الوطن أو المنزل هو المكان الذي تشعر فيه بالسيطرة والتوجه بشكل صحيح في المكان والزمان، وهو الجسر بين الماضي والحاضر، والحبل الواصل للعائلة والأصدقاء، وعلى حد قول الشاعر، روبرت فروست "حين تضطر للذهب إلى هناك يجب أن يأخذك المكان".