توصلت دراسة حديثة إلى أن عقار الربو يمكن أن يكون له تأثير عكسي على فقدان الذاكرة الذي يسببه مرض ألزهايمر ويزيل تراكمات سامة من البروتين في الدماغ، ويحفز نشاط الذاكرة. ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فكشفت التجاري على الفئران التي شخصت بإصابتها بمرض ألزهايمر، أن عقار zileuton ساعدها على القيام بأداء أفضل في اختبارات الذاكرة.

ووجد العلماء أيضًا أن الدواء عكس أيضا من تراكم بروتينات تاو في المخ - الذي طالما اعتبرت سمة مميزة لمرض الزهايمر، وزعم خبراء جامعة تمبل أن النتائج التي توصلوا إليها تفتح طريقا جديدا محتملا لوقف الزحف العدواني للمرض.

ويعاني 850 ألف شخص في المملكة المتحدة و5 ملايين في الولايات المتحدة، من أعراض الخرف، ومن بينها مرض ألزهايمر وهو الشكل الأكثر شيوعًا. وقال الدكتور دومينيكو براتيك، المؤلف البارز: "هذا دواء قديم لمرض جديد. يمكن ترجمة البحث قريبًا في العيادات، وعلاج المرضى المصابين بمرض الزهايمر. وأضاف براتيك: "الدراسة تجعلنا من الممكن أن نتدخل بعد أن يتم تأسيس المرض وذلك لإنقاذ الفئران الفسيولوجية التي تعاني من العجز في الذاكرة التي يسببها  مرض ألزهايمر".

ووجد الباحثون أن جزيئات التهابية تسمى الليكوتريين leukotrienes ، تم تحريرها في الحيوانات المصابة بمرض الزهايمر، ثم كشفت تجارب أخرى أن مسار الليكوترين يلعب دورا مهما في المراحل المتأخرة من المرض. وقال الدكتور براتيك: "في بداية الخرف ، يحاول إفراز الليكوتريين حماية الخلايا العصبية ، ولكن على المدى الطويل، فإنه يسبب الضرر". ثم قادهم هذا الاكتشاف إلى الدراسة الجديدة، التي نشرت في مجلة علم الأعصاب الجزيئي (Molecular Neurobiology)، حيث أرادوا فهم ما إذا كان حظر هذه المادة لا يمكن أن يصلح ضعف الذاكرة في الفئران مع تراكمات الدماغ من بروتين تاو. وتمت مقارنة مجموعتين من الفئران للدراسة. واحد تم تصميمها وراثيا لتطوير تراكم بروتينات تاو في أدمغتهم، وتم علاج الفئران المعدلة وراثيا بجرعات من زيلوتون عندما كان عمرها 12 شهرا - أي ما يعادل 60 سنة بشرية.

وهذا الدواء، الذي يتوفر كوصفة طبية في المملكة المتحدة ولكن يكلف 32 دولارًا تقريبًا لحبة واحدة في الصيدليات في الولايات المتحدة ، يثبت تكوين الليكوترين عن طريق عرقلة إنزيم 5-lipoxygenase وتمت الموافقة على استخدامه على المدى الطويل في مرضى الربو في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأجريت اختبارات المتاهة للفئران بعد 16 أسبوعا من العلاج لتقييم الذاكرة العاملة والمكانية - ليجد العلماء كلاهما انخفض مرض الزهايمر به.

وكانت الفئران التي أخذت زليوتون تعمل أدمغتها بشكل أفضل - والتي قال العلماء إنها توحي بانعكاس ناجح لضعف الذاكرة. أما أولئك الذين لم يأخذوا زليوتون كانوا قد عانوا من تشابك حاد في الوصلات العصبية - الروابط بين العصبونات التي تنشط مرض ألزهايمر.

وقال الدكتور براتيك مدير مركز ألزهايمر في تيمبل "لقد ذهب الالتهاب تماما من الفئران تاو بعد التعامل مع علاج الربو"، مضيفا أن العلاج يغلق العمليات الالتهابية في الدماغ، مما يسمح لعكس الضرر التاو.