مرت عقود منذ أن أصبحت وسائل منع الحمل الفموية متاحة للمرة الأولى للنساء، والآن، في اكتشاف جديد لا يصدق، توصل الباحثون لمركب يمكن أن يستهدف بنجاح البروتينات المعروفة بأنها سر خصوبة الحيوانات المنوية، فوجدت دراسة جديدة أن المستخلصات النباتية المستخدمة من قبل المحاربين والصيادين الأفارقة باسم "سم إيقاف القلب" على طرف السهام يمكن أن يكون منافسا في البحث عن وسائل منع الحمل عن طريق الفم للذكور.
ويسمى هذا المركب "أوبين"، وفقا لدراسة جديدة نشرت في مجلة الجمعية الكيميائية الأميركية في الكيمياء الطبية، ولكن، نظرا لخطر تلف القلب، فإنه لا يمكن أن تؤخذ بمفرده، يوجد "أوبين" بشكل طبيعي في نوعين من النباتات الأفريقية: أكوكانثيرا ششيمبيري و ستروفانثوس غراتوس، واستخدمت هذه المستخلصات، التي يمكن أن تؤخذ من الجذور والسيقان والأوراق والبذور، تقليدياً للسهام ذات الرؤوس السامة من قبائل شرق أفريقيا.
كما أنها تنتج في أجسام الثدييات، وإن كان في جرعات منخفضة، من المرجح أن تبقي ضغط الدم تحت السيطرة، ووفقا لدراسة جديدة على الفئران، يغلق "أوبين" الصوديوم وأيونات الكالسيوم التي تتحرك من خلال نوع من بروتين غشائي يسمى Na,K-ATPases، وتتكون هذه من وحدات البروتين الفرعية، وتوجد في أغشية الخلايا.
ويقول الباحثون إنهم يمكن أن يكونوا لاعباً حاسماً في البحث عن وسائل منع الحمل للذكور، يقول واضعوا الدراسة الجديدة: "إن النهج الجذاب لتطوير وسائل منع حمل ذكورية هو استهداف للبروتينات الضرورية لخصوبة الحيوانات المنوية".
وأضافوا: "أن الاستنتاج بأن بعض البروتينات معبر عنها بشكل خاص في شكل الحيوانات المنوية يوفر فرصة إضافية للتدخل في خصوبة الذكور، والتقليل من الآثار الجانبية السامة الأخرى، وقد أظهرت الأدلة من مختبرنا أن Na,K-ATPase α4 هو هدف جذاب لوسائل منع الحمل الذكورية".
وبما أن "أوبين" لا يمكن أن يستخدم بمفرده، فقد صمم الباحثون عددا من نظائره التي يمكن أن تغلف البروتين دون تعريض القلب للخطر، وللقيام بذلك، أزالوا مجموعة السكر واستبدلت بمجموعة لاكتون، مما أدى إلى مشتق كان قادرا على استهداف البروتين المطلوب في خلايا الحيوانات المنوية الفئران، فتغليف البروتين يعطل قدرة الخلية المنوية على الحركة، مما يجعل من الصعب تخصيب البويضة، ووجد البحث أن هذا المركب لم يكن له أي سمية على الفئران، فبعد العلاج، يقولون إن خلايا الحيوانات المنوية ستذهب دون أن يصابوا بأذى.