أكدت دراسة جديدة صادرة عن جامعة نورث وسترن الأميركية أن التنفس من الوظائف المهمة في الجسم ليس فقط لأنه وسيلة لمد الخلايا بالأكسجين وإبقائنا على قيد الحياة، لكن له فوائد أخرى مثل تقليل نسبة التوتر والغضب، حيث أظهرت الدراسات أن ممارسة التنفس العميق تحقق فوائد مذهلة للجسم.
وأشارت الدراسة إلى أن التنفس العميق يعمل على تنشيط خلايا المخ وتعزيز الذاكرة، ويعتمد ذلك على طريقة التنفس سواء أكانت من الأنف أو الفم، وأثناء الدراسة، كان الأفراد قادرين على التعرف على علامات الخوف أثناء الشهيق بشكل أسرع عند الزفير، فيما فاقت مقدرة الأفراد على التذكر أثناء الشهيق بشكل أقوى أثناء الزفير، لكن التأثير يختفي عند التنفس من خلال الفم.
وأوضحت كريستينا زيلانو، أستاذ مساعد علم الأعصاب في كلية الطب في جامعة نورث وسترن: "أحد أهم اكتشافات الدراسة أن هناك اختلافَا كبيرًا في نشاط الدماغ في اللوزة المخية والحصين خلال الشهيق مقارنة مع الزفير، حيث توصلنا إلى أن الفرد أثناء عملية الشهيق يحفز الخلايا العصبية في القشرة الشمية واللوزة المخية والحصين، وذلك في جميع أنحاء الجهاز النطاقي للمخ".
وطلب الباحثون من 60 شخصًا اتخاذ قرارات سريعة بشأن تعبيرات عاطفية في المختبر وذلك أثناء قياس معدل تنفسهم. وعرض الباحثون صورًا لأفراد تظهر على وجوههم تعبيرات الخوف أو المفاجأة، وتبين أن الأشخاص محل البحث تمكنوا بأسرع ما يمكن من التعرف على انفعالات الوجوه في الصور.
وعندما تم عرض الصور أثناء الشهيق، تعرف الأشخاص محل البحث على علامات الخوف بشكل أسرع من الزفير، فيما لم يكن هذا صحيحًا بالنسبة إلى الوجوه الى تحمل انفعالات الدهشة، أما أثناء الزفير، تضاءلت هذه الآثار بشكل ملحوظ.